انسجام تام وتناغم كامل بين أروقة المعرض الدولي للفلاحة في دورته الرابعة وبين مياه، صهريج الصواني التي ازدادت زرقة وصفاءا بفضل ماعرفه اقليممكناس هذه السنة من تساقطات مطرية مهمة حفزت العارضين على المستوى الوطني والدولي لتقديم آخر الآليات والمستجدات التقنية. في عالم الفلاحة وتربية المواشي، وهي فرصة للمهتمين المغاربة لتقديم ما وصلوا إليه من تقدم في انتاج تشكيلة كبيرة من المنتوجات الفلاحية الخاضعة للتحويل، كالخضر والفواكه الجافة والطرية، والزيتون والتوابل والقطاني، والحليب ومشتقاته، بالاضافة الى معروضات الدول االأخرى التي ستساعد المغرب في العديد من الخبرات وتبادل الاتفاقيات، وكذا الاستفادة من تجربة هذه الدول التي تتميز بالتقدم الكبير على المستوى النتاج والاستهلاك والتصدير. كما يعد هذا المعرض فرصة للزائرين القادمين من داخل وخارج الوطن من اكتشاف غنى كل الجهات المغربية وامكانيتها المتعددة والمختلفة، ومن بينها بطبيعة الحال جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، التي تشارك هذه السنة برواق هام يضم عدة نماذج من المنتوجات الفلاحية، والثروة السمكية والحيوانية. وعلى الهامش تشارك هذه الجهة بتقديم فقرات من تراثها الأصيل، الذي يرمز الى التراث والتقا ليد الصحراوية العريقة . وتتوفر هذه الجهة التي يبلغ تعداد سكانها 256152 نسمة حسب احصاء 2004 ، يعيشون على مساحة تبلغ 139480 كلم مربع، على منتوجات هامة من الفوسفاط والصيد البحري، ومؤهلات طبيعية متنوعة، تتكون من السبخات والهضاب والكثبان الرملية، وعدة مجاري وأودية تصب كلها في وادي الساقية الحمراء أثناء التساقطات المطرية . ومن أهم القطاعات التي تبذل فيها الدولة مجهودات وتضحيات كبيرة، القطاع الفلاحي بالموقع الصحراوي، ومجموعة من الاكراهات، أهمها ندرة التساقطات المطرية التي لاتتعدى 55-67 ملم في السنة، بالاضافة الى الرياح الجافة والزوابع الرملية وفقر وملوحة التربة، حيث لاتتعدى المساحة الصالحة للزراعة 127500 هكتار، والأراضي البورية 127354هكتار، والتي لاتسمح الظروف المناخية ومعطيات التربة بتطويرها، كما لاتسمح الحالة الهيدرلوجية بتطوير الفلاحة المسقية التي لاتتعدى هي الأخرى 146 هكتاريتواجد أغلبها بمنطقة فم الواد وتيغزت واجحيفية . ويشكل قطاع تربية الابل والماعز الذي يتغير وفق الظروف المناخية احدى المكونات الرئيسية للاقتصاد المحلي حيث أثبتت التجارب أنها من القطاعات التي يمكن الاعتماد عليها بحكم عدة عوامل، منها ماهو طبيعي، ومنها ماهو موروث ثقافي. ومن أجل تطوير انتاج الابل وخلق مشاريع مدرة للدخل لفائدة الشباب، أنجزت المديرية الجهوية للفلاحة، مجموعة من البرامج التي تدخل في اطار المخطط الجهوي للفلاحة لتنمية انتاج اللحوم الحمراء الذي تستهلك منه الساكنة 2000 طن سنويا، منه لحوم الابل الرعوي 825 طن و1175 طن من لحوم الماعز، ومن اهم مكونات هذا المشروع اقتناء 9000 ناقة حلوب و300 فحل مع مايرافق ذلك من تأطير تقني وصحي، بتكلفة اجمالية تصل الى 134 مليون درهم، سيتفيد منها 3000 شاب بمعدل 30 ناقة لكل شاب ( 25 شاب كل سنة على مدى 12 سنة ) وبخصوص انتاج وتسويق حليب النوق فإن الانتاج الحالي يصل الى : 16000 طن سنويا و13600 من حليب الماعز، كما تمت برمجة عدة مشاريع لتنمية اللحوم البيضاء التي يبلغ استهلاكها حاليا 24000 طن في السنة وذلك بانشاء 26 وحدة انتاجية للدجاج اللحام، وانشاء مجزرتين عصريتين للدواجن في كل من العيون وبوجدور بتكلفة مالية بلغت 60 مليون درهما، والمستفيدون 52 مواطنا. وفيما يتعلق بانتاج حليب البقر فقد تم انشاء تعاونية سنة 1996 لفائدة 22 مواطنا بفم الواد، برأس مال يصل الى 2800000 درهم، لمعالجة وتحويل الحليب المبستر بمنتوج يبلغ 432 طن سنويا، وشراء 885 بقرة حلوب ومجموعة من التجهيزات الحديثة والآليات الأتوماتيكية لانتاج 1202 طن من اللبن، و31 طن من الزبدة، و13 طن من الحليب المختر والمعطر. وبخصوص المعيقات التي تواجه قطاع الفلاحة بالأقاليم الصحراوية بشكل عام، واجهة العيون- بوجدور الساقية الحمراء بشكل خاص، تتمثل في في المناخ الجاف الصحراوي وتدهور المراعي، وانعدام المياه السطحية، وصعوبة استغلال الجوفية، اضافة إلى قلة المساحات الصالحة للزرارعة، وسيطرة الطابع الرعوي التقليدي على تربية الماشية، وبالمقابل وعلى مستوى المؤهلات فالجهة تتوفر على أهم قطيع للماشية، كما تتوفر على مياه جوفية عميقة، اضافة إلى توفرها على سوق مؤهل وواعد ، وكذا على طاقات متجددة مهمة، وخبرة ومهارة مربي الماشية خاصة تربية الابل .