رفع بعض مستشاري الغرفة الثانية للبرلمان، علي الفاسي الفهري ب «العمارية» ونظموا بمناسبة «انتخابه» رئيسا لجامعة الكرة، قصائد مطولة لمدحه ممزوجة بعبارات المباركة والدعاء بالنصر والتوفيق! وجاء ذلك في جلسة الأسئلة الشفوية ليوم أول أمس الثلاثاء، التي حضرتها نوال المتوكل وزيرة الشباب والرياضة التي وجدت نفسها مضطرة لمبادلة عبارات الشكر والتهاني مع البرلمانيين نيابة عن علي الفاسي الفهري، عوضا عن الإجابة عن جملة من الاستفسارات حول أسباب تخلف القطاع الرياضي! حدث ذلك قبل يومين من حلول ممثلي البرلمان ضيوفا على وزارة الشباب والرياضة، في اليوم الدراسي الذي تنظمه يوم الجمعة ببوزنيقة، حول مشروع تعديل قانون التربية البدنية والرياضة، هو الثاني في سلسلة أيام المشاورات والنقاشات، بعد اليوم الدراسي الأول المنظم يوم 17 مارس الماضي ، حيث تواصل نوال المتوكل رحلة بحثها عن توافقات مكونات المشهد الرياضي الوطني بشأن المشروع. ويأتي ملتقى يوم الجمعة، في ظرفية استثنائية على عدة مستويات، بالنظر أساسا لبعض المتغيرات والمستجدات التي عرفها القطاع الرياضي مؤخرا، وفي مقدمتها «انتخاب» رئيس جديد لجامعة كرة القدم، و«تخلي» امحمد مجيد عن منصب رئاسة جامعة التنس، إلى جانب تعالي العديد من الأصوات مطالبة بوضع سياسة جديدة للرياضة الوطنية تستجيب للتطور الذي يعرفه هذا القطاع قاريا وعالميا، وتمكن من إعادة التوازن في العلاقات بين الفاعلين الأساسيين: الدولة الجامعات الرياضية و الجماعات المحلية وكل المتدخلين، خاصة المؤسسات الاقتصادية والمالية. كما تبدو أهمية تحيين وتعديل القوانين الرياضية، بارتباط مع ضرورة عصرنة الإطارين التشريعي والتنظيمي في الممارسة الرياضية، ورسم تلك الأرضية الصالحة لتحقيق انتقال سليم من مرحلة الهواية إلى الاحتراف الرياضي.. ويأتي تنظيم هذا اليوم الدراسي، مباشرة بعد «التغييرات» التي عرفتها جامعة كرة القدم، قاطرة القطاع الرياضي الوطني، ومجيء علي الفاسي الفهري الذي أعلن عن توجهات تسير في مجملها متطابقة مع العديد من العناوين التي يحملها مشروع تعديل قانون التربية البدنية والرياضة، والذي كان قد ووجه في اليوم الدراسي الأول المنعقد في 17 مارس الماضي، بنقاشات حادة، و«معارضة» شديدة حول بعض بنوده من طرف متدخلين رياضيين، نسبة كبيرة منهم ينتمون إلى دائرة التسيير في قطاع كرة القدم الوطنية!