الآن، وقد أصبحت قيادة جديدة لسفينة الجامعة الملكية لكرة القدم أمرا واقعا.. وخلعت عنها البزة الدركية و ارتدت «المدنية»، لم يعد المهم، فقط، الاسم الرئيس الذي سيكون وراء مقودها، بل الأهم هو كيفية تعامل طاقمها المنتظر مع الاستحقاقات التي تنتظر كرتنا الوطنية التي ملت من الإحباطات والانتكاسات ومن التجارب «الأكلينيكية السريرية» الفاشلة على جميع المستويات منذ أواسط تسعينيات القرن الماضي. هي بالطبع ليست استحقاقات عابرة من قبيل التأهل إلى كأسي العالم وأفريقيا 2010 ، التي نحن بصددهما قاب قوسين أو أدنى من الإقصاء المبكر بحكم النتيجة المفاجئة والمخيبة للآمال لنخبتنا الوطنية أمام منتخب غابوني متواضع بعقر الدار، والمسار الصعب الذي ينتظرها في بقية المشوار..، ولكن استحقاقات و انتظارات رئيسية كبيرة بحجم وطن - وطننا جميعا - يتوقف عليها مصير كرتنا التي تتوق الى الخروج من عنق الزجاجة بعد حجز طويل الأمد.. عبر أرضيات صلبة ومتينة ومواقف عقلانية، ليست كتلك التي كانت وراءها قرارات و«فتاوى» بعض خطباء وفقهاء كرة زمننا هذا الذين كانوا، ولازلوا، وراء نار الأزمة التي عانت وتعاني من لاظاها الى الآن ، سواء داخل الأندية أوالعصب أوالمجموعات أو الجامعة، حيث تلتقي معظم الأسباب في ما يسمى «النخب» المسيرة التي فضل ويفضل بعضها، ولدوافع معلومة، بعد الفشل المدوي والذريع لتجاربها، عدم التنحي والرضوخ لعملية حركية الأجيال والإيمان بالفكر التسييري المتجدد كما يسجله، بشكل دوري، بعض من العالم الذي تعرف كرته مستوى محليا راقيا وحضورا متواصلا متوازنا في مختلف المحافل والتظاهرات الرياضية القارية و الدولية.. هي انتظارات، إذن، لا تقف عند حدود اللحظي والنشوة السريعة وما يخضع في حكم المسكنات الذي يزول بزوال مفعولها، ولكن تقف في حدود طموحاتنا المشروعة جميعا، والواسعة بكل تأكيد، في متابعة كرة وطنية متطورة قوية تُجَاِري في البدء ما هو إقليمي وقاري لتصل إلى ما هو عالمي، عبر تأهيل جذري بنيوي يشمل الهيكل الكروي الوطني برمته من القاعدة التي تتشكل من فرق الهواة التي تعيش أغلبها على الفتات والصدقات المناسباتية الملغومة، وتمارس في فضاءات و «أحراش».. نقول عنها تجاوزا ملاعب لكرة القدم تفتقد لأدنى المواصفات.. وتتشكل ايضا من الفئات الصغرى المغيبة من الخريطة الاسترتيجية لكرتنا بدليل النكسات التي يجنيها «صغارنا» بشكل متواصل في مختلف المنافسات الإقليمية و القارية حتى لا نقول العالمية، بالرغم من قناعة الجميع أن هذه الفئات هي الضامن الرئيس لسيرورة ممارستنا الكروية الصحيحة والصورة المستقبلية لها.. ثم القمة التي تمثلها فرق الصفوة التي ينبغي مراجعة أوراقها وأنظمة ممارستها بعد تجارب فاشلة وضعتها في متاهات لا هي بفرق هاوية أو محتضنة أو محترفة.. وقبل هذا وذاك بيت القصيد في هذه العملية برمتها، وهي موطن الداء و الدواء، التسيير الذي كشف عن ذاته كأحد الاختلالات الكبرى التي جرت كرة القدم الوطنية سنوات إلى الوراء بفعل تهافت و هرولة «صناع الأزمة» نحو المناصب والمراكز النافذة لغايات لا تخفى مكامنها على أحد ..