عز الدين هرادي، الرئيس المنتدب لفريق الجمعية الرياضية السطاتية لكرة القدم، لعب لمختلف فئات النهضة السطاتية من الفتيان الى الشبان، غير أن مغادرته للمغرب للدراسة بفرنسا بعد حصوله على الباكالوريا أوقف مسيرته الكروية الى أن حاز على ديبلوم مهندس الدولة من هناك، وعلى الديبلوم العالي للتسيير وإدارة المقاولات.. ورغم انشغالاته المهنية فمجال كرة القدم لازال يستهويه، وهو يعتبر اليوم من مؤسسي المولود الجديد الجمعية الرياضية السطاتية التي تمارس هذا الموسم ببطولة الجامعة العمالية المغربية لكرة القدم. «الاتحاد الاشتراكي» التقت السيد هرادي وكان لها معه الحوار التالي: ما الأسباب التي دفعتكم لتأسيس فريق جديد في كرة القدم بسطات؟ في البداية لم تكن لنا النية في تأسيس أي فريق، كل ما في فالأمر أننا اجتمعنا بداية داخل نادي يضم قدماءلاعب نهضة سطات، وأجرينا في صدده عدة لقاءات حبية ذهابا وإيابا مع قدماء اتحاد لفقيه بن صالح، يوسفية برشيد، شباب المحمدية، فريق الخطوط الملكية المغربية.. وشاركنا بملعب البرنوصي في دوري تكريم عبد الله السطاتي وحسن أقصبي، وانتقلنا لمدينة وجدة لملاقاة قدماء المولودية تخليدا لذكرى وفاة المرحوم بلهاشمي. هذا النشاط الرياضي الذي انخرطنا فيه كلاعبين قدماء، كان لابد من وضعه داخل إطار قانوني، ولغايته عقدنا جمعا عاما تأسيسيا وانتخبنا مكتبا مسيرا يحظى بالشرعية. طبعا اللقاءات الودية مع قدماء الفرق الوطنية تتطلب بذل كثير من الجهد، والتواصل بيننا شبه منقطع، وبالتالي فإذا لعبنا مباراة فيجب أن ننتظر حيزا من الزمن لإجراء آخر، من هنا برزت فكرة الانخراط داخل بطولة منظمة، فكان اختيار المكتب المسير على الجامعة العمالية الملكية لكرة القدم. لكننا نلاحظ اليوم أن فريقكم لا يضم أي لاعب سابق غير سعيد الركبي؟ أظنك تريد أن تقول إن سعيد الركبي الوحيد الذي يلعب المقابلة بكاملها، ويسجل أهدافا تذكرنا بأوج عطاءته، هذا صحيح فعلا، فمباراتنا الأولى بهذه البطولة لعبناها بكل لاعبينا القدامى المنخرطين بجمعيتنا من أمثال: ملوكي، أيوب، الاخوان عبد الرزاق وخالد، أخ العرب، نور الدين غيات، الإخوة سعيد، عبد الرحيم وامحمد الركبي، فتاح بوخنجر، نور الدين غيات، مصطفى معزوز، حسن وردي، زهير الشلفي، لشهب، عبد العالي، خالد رغيب وعبد ربه هرادي، لكن في الأسبوع الموالي وأثناء الحصة التدريبية الزوالية لاحظنا توافد مجموعة من شباب سطات الموهوبين على الملعب، مبدين رغبة جامحة للانخراط بجمعيتنا، ولا يمكننا بحال من الأحوال صد هؤلاء الشبان والوقوف دون رغبتهم وممارسة كرة القدم داخل نادينا، خصوصا واسم الفريق بدأ يتداول داخل المدينة. وكون المشرفين عليه هم خالد رغيب، فتاح بوخنجر، سعيد الركبي وآخرون، وهي أسماء وازنة في ميدان كرة القدم محليا ووطنيا، إضافة لمدرب الجمعية اللاعب الدولي السابق والإطار الوطني الحالي مصطفى فكيري. وأمام هذا الكم الهائل من الشباب تكونت لجنة تقنية يترأسها مصطفى فكيري للانتقاء استقر رأيها على اثنين وثلاثين شابا كلهم منخرطون الآن بفريقنا و تتراوح أعمارهم مابين 17 سنة و 23 سنة جلهم تلامذة وطلبة أضحوا اليوم تحت مسؤوليتنا، لنجد أنفسنا والحالة هذه أننا انخرطنا تلقائيا ومن دون ضجيج في البرنامج الوطني الذي سطره جلالة الملك محمد السادس حول التنمية البشرية. فبإمكانياتنا الذاتية المتواضعة استطعنا توفير كل اللوازم الرياضية اللازمة لهؤلاء الشبان من بذل رياضية، كرات، ملعب معشوشب، قاعة مغطاة للتداريب زوالا أو ما بعد العشية، كل حسب ما يسمح به استعمال زمانه، تماشيا مع البرنامج الذي سطرناه وإياهم والمبني أساسا على مبدأ رياضة ودراسة، كما هيأنا ونهيء لهؤلاء الشباب وسائل النقل والأكل في المباريات الرسمية خارج سطات، وفي إطار التنمية البشرية دائما نقوم باجتماعات تحسيسية مع لاعبينا الشبان حول فوائد الرياضة ومدى فاعليتها في تقويم سلوك الشباب وتحسين قدراتهم العقلية والجسمية وإبعاده عن عالم الانحراف أو التفكير في الهجرة الى الخارج.. نحن اليوم نتوفر على فريق قوامه الشبان ونتائج مبارياته جد مرضية استطعنا التأهل لحد الآن لربع نهاية كأس فاتح ماي ونحتل مرتبة مشرفة( الرابعة داخل البطولة العمالية) وآثر كل اللاعبين القدامى ترك أماكنهم للطاقات الشابة لإبراز مواهبهم غير أنه وتحت إلحاح الجمهور المساند ندمج بين الفينة والأخرى خالد رغيب، نور الدين غيات وفتاح بوحنجر وسعيد الركبي كرسمي دائما لإرضاء المحبين ولإعطاء شحنة معنوية للاعبينا الشبان ولا أخفيكم سرا فعندما دخلنا هذه البطولة العمالية سمعنا أن فرقا تسير سنويا بعشرين مليون سنتيم، ونحن بدأنا بصفر درهم، نتدبر مصاريف كل مباراة، اعتمادا على اكتتاب المسيرين ودعم بعض الغيورين على قلتهم، وهم معدودون على أصابع اليد الواحدة والذين نشكرهم بهذه المناسبة على دعمهم لنا. كلمة أخيرة كما أسلفت ذكره، فقد أدمجنا هؤلاء الشبان تلقائيا ومن دون ضجيج في البرنامج الوطني للتنمية البشرية، إمكانياتنا جد محدودة وطموحنا جد كبير. وهو مشروع على كل حال. والهدف المسيطر للسنة المقبلة إدماج فريقنا داخل بطولة عصبة تادلة التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ورغبتنا الوصول بجمعيتنا لمصاف الفرق الوطنية الكبرى. ومن خلال منبركم هذا، والذي أعرف جيدا مدى تأثيره إعلاميا، أوجه ندائي لكل المسؤولين المحليين عموما لدعم الجمعية الرياضية السطاتية للنهوض بشباب المدينة رياضيا في إطار البرنامج الوطني للتنمية البشرية. وأخيرا أتمنى أن تعود الرياضة السطاتية، خاصة كرة القدم منها، لسابق عهدها ولازدهارها وأمجادها.. وهذا ليس بعسير على أبنائها. طريقنا طويل ومشوار الألف ميل يبتدئ بالخطوة الأولى ونحن تجاوزناها.