يعاني فريق النهضة السطاتية من مجموعة من المشاكل والإكراهات، خاصة المالية التي تنخر جسده منذ مواسم ليست بالقليلة، مما جعله يتخبط في مراكز ومراتب متدنية لا تليق وسمعة جيل ذهبي من طينة الحارس كباري وبيدة والسليماني وبودراع والمعطي والعلوي وفكيري وبلفول وجبران والغيادي وغيرهم من النجوم الذين أرعبوا الفرق الوطنية، بقيادة الجوهرة السوداء المرحوم العربي بن مبارك، حيث يعد من أقدم الأندية التي نالت لقب الدوري المغربي وتحديدا خلال الموسم الرياضي (1970/1971) برصيد 70 نقطة وبفارق خطوتين اثنتين عن فريق الجيش الملكي، الذي كان يعجز عن مواجهة فرسان الشاوية، وقبل ذلك بعام واحد كان الفوز بلقب كأس العرش الفضية على حساب فريق النادي القنيطري وتحديدا يوم 13 يوليوز العام 1969 بالملعب الشرفي آنذاك بالدار البيضاء. وكان الفريق السطاتي يعيش على الرفاه والجاه، بدليل أنه كان يدبر شؤونه سنويا بما لا يقل عن مليار و200 مليون سنتيم، وتحتضنه الخطوط الملكية الجوية المغربية «لارام»، ليتقلص المبلغ ويصير بين عشية وضحاها 160 مليون سنتيم ممنوحا لجميع الفئات، مع العلم أن رشيد عزمي الرئيس السابق للنهضة سبق أن دعا إحدى الشركات الخاصة إلى إعادة هيكلة الفريق السطاتي، واتفق على أدق تفاصيل تفويت النادي لها، والأكثر من ذلك أن المدير التقني السابق سعيد حدوش كان ضمن أفراد الشركة الذين قاموا بزيارة ميدانية وخاصة لعاصمة الشاوية، قبل أن يجمد المشروع الذي كان سيشكل قفزة نوعية في مسار الفريق، لكن المكتب السابق ورئيسه سعيد قيلش رفض أن يسجل التفويت في عهده. هذه الأزمة أرخت بظلالها على الانتدابات التي ميزت الفترتين السابقتين، من خلال محمد بوزلماط وعادل جمال من الاتحاد الرياضي القاسمي، والسينغالي ديالو وترا من فريق عند علي، أولمبيك مراكش حاليا، والسنغالي عبدو الله امباي ومحمد درهونة وكريم الزرقاوي وتوفيق حفيظ وصولا إلى دانيال، وهي الصفقات التي لم تقدم القيمة المضافة والأهداف المرجوة منها، ليصبح الأزرق على شفا حفرة من المغادرة صوب أدراج الهواة، مع العلم أن غياب الحارس الرسمي محمد خلوقي جعل شباك الفريق السطاتي تهتز إحدى عشر مرة من أصل أربعة نزالات، قبل أن يعود خلال الدورة الماضية حيث فاز على فريق اتحاد المحمدية بهدف دون مقابل حمل بصمة محمد درهونة في الدقيقة العشرين، كما عوضه في الأنفاس الأخيرة من المباراة المذكورة الحارس البديل هشام رقيق. إلى ذلك، يندب فريق النهضة الرياضية السطاتية لكرة القدم، حظه العاثر والسيء، جراء رحيل ألمع وأبرز وأدهى المسيرين على مر التاريخ في مقدمتهم المرحوم عبد الرحمان غزالي والمرحوم سعيد بوعشرين والمرحوم عزمي والإخوة بودراع، والتي تقلدها بعدهم كل من عبد المجيد معين وسعيد قيلش، وحديثا أوكلت مهمة قيادة السفينة السطاتية، لعبد اللطيف جمال الدين في أعقاب الجمع العام الاستثنائي الذي عقد بسطات، ويعد جمال الدين واحدا من الوجوه التي سبق أن شغلت مناصب عدة في مجموعة من المكاتب المسيرة لفريق نهضة سطات، خاصة عندما كان في أبهى وأجود أيامه بالقسم الوطني الأول والذي غادره بعد متم نهاية الموسم الكروي (2003/2004) باحتلاله للصف الخامس عشر، وما قبل الأخير برصيد 25 نقطة، وبفارق سبع خطوات عن المتذيل فريق النادي القنيطري صاحب 18 نقطة، حيث كان يدير دواليبه التقنية المدرب الحالي عبد اللطيف قيلش. من جهة أخرى غادر أحمد العلوي الإدارة التقنية للفئات الصغرى لفريق النهضة الرياضية السطاتية لكرة القدم،عندما قدم استقالته للمكتب المسير الذي وافق عليها على الفور، لإلحاح اللاعب الدولي السابق على المغادرة لأسباب صحية قاهرة، وأيضا التفرغ لعائلته بعد 45 سنة من الممارسة والتدريب والتأطير والتكوين داخل الفريق الأزرق وفرق مجاورة. وأكد أحمد العلوي أنه سيظل وفيا لفريق النهضة الرياضية السطاتية لكرة القدم، الذي عاش أزهى الأيام برفقته وعايش ثلة من المدربين والمسيرين واللاعبين الذين طبعوا مسار الفريق،مما جعله يدافع عن ألوان المنتخب الوطني المغربي في الفترة المتراوحة ما بين 1967 و1975، حيث شارك في مونديال مكسيكو 1970، وحاز رفقة الأسود على الميدالية الذهبية في الألعاب العربية التي احتضنتها القنيطرة بسوريا، كما شارك في العديد من دورات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، في حين غاب عن كأس إفريقيا للأمم التي احتضنتها إثيوبيا، التي عرفت تتويج المنتخب الوطني المغربي لأول وآخر مرة في تاريخه.