وأنا أتتبع لقاء الخميسات ضد نهضة سطات برسم نهاية كأس العرش، حَزَّ في نفسي وتأسفت للوضعية التي آل إليها فريق عاصمة الشاوية الذي أصبح متواضعاً، يحتل مؤخرة الترتيب ومهدد بالنزول إلى قسم الهواة. فريق تتبعت وعاينتُ مسيرته منذ أكثر من 4 عقود منذ بداياته الأولى بالقسم الأول مع مستهل النصف من عقد الستينات، حيث ومنذ تلك الفترة وهو يفرض ذاته، يبسط سيطرته ويسرق الأضواء، وبعد وقت جد وجيز يتأهل لنهاية كأس العرش 1967 وانهزم أمام الفتح، وبعد سنتين يصل للنهاية من جديد لكن هذه المرة يفلح في انتزاع الكأس الفضية متجاوزاً النادي القنيطري ب 1/2، وفي يوليوز 1970 يبلغ النهاية من جديد حيث واجه فريق الوداد وانهزم أمامه ب 0/1 من توقيع اللاعب الودادي امبارك زهيد، وتميز اللقاء بطرد المدافع الصلب المرحوم السليماني من طرف الحكم شرف، وبعد فوزه ببطولة المغرب العربي سنة 1970، جاءت سنة 1971 ليتمكن فارس الشاوية من انتزاع لقب البطولة تحت قيادة المدرب والجوهرة السوداء المرحوم العربي بنبمارك وبواسطة مجموعة لاعبين كبار: گباري السليماني العلوي، المعطي، بلفول، الغيادي فكيري حنون قنديل عين الحياة... لقب أهَّلَ الفريق لخوض غمار دوري محمد الخامس، وأتذكر ذلك الملتقى الذي دار بالملعب الشرفي (مركب محمد 5 حاليا)، والذي شاركت فيه الى جانب الفريق السطاتي باييرن ميونيخ بنجومه الكبار وفي مقدمتهم القيصر بكنباور، اسبانيول برشلونة، بارتيزان بليغراد (يوغوسلافيا سابقا) النهضة انهزمت في لقاء النصف أمام بارتيزان ب 0/3، وفي لقاء الترتيب أمام الفريق الإسباني ب 2/5، وفاز بالدوري الفريق الألماني في لقاء النهاية الذي ترأسه الملك الراحل الحسن الثاني متجاوزاً بارتيزان ب 0/1، إلا أنه خلال النصف 2 من عقد السبعينات وعقد الثمانينات توقف أغلب عناصر الجيل الماضي عن الممارسة، تراجع الفريق السطاتي وعاش بين المد والجزر نزولا وصعوداً من وإلى القسم 1 والثاني، ولم ينتعش إلا خلال 8 سنوات الأولى من عقد التسعينات بوجود لاعبين كبار، خالد رغيب الذي وقع للمغرب هدف الانتصار ضد غانا ضمن إقصائيات كأس العالم بفرنسا يوم 1997/6/7 وتأهل بذلك للمونديال الفرنسي، إضافة الى سعيد الركبي، الحارس بنزكري الذي شارك ضمن النخبة الوطنية بالمونديال الآنفا الذكر، نعينعة، بوخنجر.... واحتل سنة 97 / 96 رتبة متقدمة أهلته للعب إقصائيات كأس الكونفدرالية الافريقية حيث واجه في اللقاء الأول ب: مالي فريق يوسفاس (2/2) الإياب 0/0. اللقاء الثاني: حوريا كوناكري غينيا ن. سطات 1/1. الإياب: ن. سطات حوريا 1/3 اللقاء 3 جان دارك السينغال ن. سطات: 0/2 لقاء الإياب: ن. سطات ج. دارك: 2/0 وفي نهاية موسم 98/97 ينزل الفريق إلى القسم الثاني، لكنه يعود بسرعة مع نهاية 99/98، ليتألق من جديد، خاصة خلال موسم 2001/2000 تحت قيادة المدرب امحمد فاخر، ووصل إلى نهاية كأس العرش لموسم 2000/99 وانهزم أمام مجد المدينة للبيضاء بضربات الجزاء، ليبدأ من جديد مسلسل التراجع بدأت مؤشراته مع بداية موسم 2004/2003 حين قدم الاعتذار أمام الرجاء بالبيضاء خلال الدورة 7 ، لينهي ذلك الموسم بالنزول إلى القسم الموالي، ومنذ ذلك الحين وهو يظهر بمستوى جد متواضع عبر احتلال الصفوف الخلفية، كما هو الشأن هذا الموسم، حيث الآن يحتل الرتبة 16 على بعد نقطتين من النصف الأخير!! فمتى تستيعد النهضة مجدها وبريقها؟؟