... ذكرني كلاسيكو الجيش الملكي والرجاء البيضاوي ليلة الأحد الماضي ، بذلك المشجع السطاتي الذي لم يكن يفارق جنبات ملاعب الرباط بدون استثناء ، ذكرني بصيحاته ، وتعليقاته الساخرة التي كان يطلقها على الفرق التي يتابع مبارياتها سواء في القسم الوطني الأول أو الثاني ، كان السطاتي رحمه الله ، مشجعا بسيطا لا يخفى على كل الجماهير الرباطية في السبعينات ، كما لا تخفي عليهم تلك الطائرة الملتصقة بالواجهة الأمامية لملعب أحمد شهود ، والتي كان قد قال عنها ذات يوم : "النهار اللي تقلع فيه الطيارة غادي تقلع فيه سطاد "... الطائرة مازالت رابضة بالجهة المقابلة لمنصة ملعب أحمد شهود ، ورغم طلائها فإنها مازالت ظاهرة للعيان ، أما سطاد الرباطي فإنه كلما حاول الإقلاع نحو القسم الأعلى من البطولة الوطنية إلا واعترضته مشكلة من المشاكل ، كاد أن يؤدي ثمنها في أكثر من مناسبة ، وهو الذي كان يضم بين صفوفه عباقرة كرويين لم يجد الزمن بأمثالهم في الفريق الرباطي منذ أن تركوا الجمل بما حمل ... كان المرحوم السطاتي لا يجد ضالته إلا عندما تكون "النهيضة" السطاتية ضيفة على الرباط ، وبخاصة ضيفة الجيش الملكي بنجومه آنذاك الكبار الذين كانوا يشكلون 80 بالمائة من تشكيلة الفريق الوطني المغربي في تلك الأيام الجميلات ، كان الحارس علال ، زيناية ، الفاضيلي ، عبد الله باخا ، مولاي ادريس ، ادريس باموس ، ابراهيم ، كرداسة ، عبد القادر ، المختطف ، الغزواني ، وفي الواجهة الأخرى كانت هناك أسماك وازنة كذلك من أمثال السليماني وبودراع ، والعلوي والمعطي وكاباري والغيادي وبلفول وغيرهم من "الكوايرية" الذين إذا مروا أمامك تسمع الأرض وهي تزلزل تحت أقدامهم قوة وكرة وحضورا مثيرا ... كانت النهضة السطاتية هي بعبع الجيش في البطولة الوطنية في ذلك الزمن شأنها في ذلك شأن الإتحاد القاسمي بلاعبيه سليطن والإخوان العامري ... وفي سطات كما في الرباط كانت الغلبة دائما ّللنهيضة"، وكانت آخر مرة طرد فيها اللاعبون العسكريون " نحس " هذه العقدة أواخر السبعينات بالفوز بثلاثة أهداف لواحد هنا بالرباط ، ساعتها لم يتمالك المرحوم السطاتي نفسه ونهض وسط الجماهير وقال بأعلى صوته : " الله ... الله عليك يا النهيضة ... هاذي هي سبابك في المحنة "... والواقع فمنذ تلك الهزيمة ، وذلك التاريخ لم تعرف نهضة سطات اليوم الجميل ، حتى وان كان السطاتيون قد غنوا في وقت من الأوقات :" مللي جات لارام ما بقى تخمام " ... لكن لارام ذهبت مع الذاهبين ، ونهضة سطات بقت مع الغارقين في القسم الثاني ، ونتمى أن تنهض في يوم من الأيام... وتكون فعلا إسما على مسمى. تنميت لو كان المشجع السطاتي حاضرا مساء الأحد الماضي في لقاء الجيش والرجاء البيضاوي ، فالأكيد أنه كان سيضيف له ملحا جميلا ، والأكيد كذلك أن تعليقاته كانت ستكون أكثر من ساخرة ، خصوصا في حق المدرب روماو ، وفي حق المسيرين الرجاويين ، فالرجل لم يكن يفرق بين المدربين واللاعبين والمسيرين والصحفيين ، الكل كان بالنسبة له سيان ، لأن ما حدث للرجاء في تلك الليلة لم ولن يخطر على بال أي واحد ، اللهم ألا اذا كانت " الحريرة " قد فعلت فعلتها في اللاعبين الرجاويين فكان ما كان... على كل حال هو دين في عنق الرجاء ، ولا شك في أن في ذلك حلاوة مباريات البطولة الوطنية وفي الفرق الكبيرة بصفة خاصة ، ومن دون شك كذلك فإن الرجاء قادرة على أن تجد إيقاعها وتوقف اندحاراتها أمام الجيش ، كما فعل الفريق العسكري في ذلك اليوم من أواخر السبعينات ضد النهضة السطاتية...