بالرغم من غياب المنتخب المغربي للشبان عن نهائيات كأس العالم لفئة أقل من 20 سنة التي تحتضنها مصر، فإن الحضور المغربي في هذه التظاهرة يتجسد في وجود إطار وطني ضمن الطاقم الطبي لمنتخب الشباب الإماراتي، ويتعلق الأمر بالدكتور محسن بلحوز الطبيب السابق لفريق الفتح الرباطي، والذي يشغل مهمة طبيب مشرف على تغذية اللاعبين وطاقاتهم البدنية، والذي حل بالإمارات من أجل التعاقد مع نادي العين الإماراتي، قبل أن تقوده الأقدار إلى منتخب الشباب. وقال بلحوز ل»المساء»، إنه سعيد جدا بهذه المهمة التي مكنته من اختراق مجالات عديدة، وبوأته مكانة أخرى في المشهد الرياضي، كما عبر عن استيائه من هجرة الكفاءات المغربية التي غالبا ما تغادر بلدها ليس من أجل جمع المال بل للتأكيد على قدراتها، والبرهنة على كفاءاتها، في ما يشبه الرد الصريح على من كان وراء تفكير بلحوز وغيره من الأسماء في الاغتراب. وأبرز محسن، وهو من الأطر القليلة التي تهتم بالنظام الغذائي للاعبين، وأحد المحاضرين لدى الجمعية الفرنسية للطب الرياضي، وأول أخصائي عربي يحصل على المرتبة الأولى بعد حصوله على دبلوم التغذية بفرنسا. أن الاتحاد الإماراتي تفضل مشكورا وقرر تجديد التعاقد معه، بعد أن اقتنعوا بما قدمه للمنتخب الوطني للشبان من خدمات في المجال الغذائي وبرامج الإعداد البدني للاعبين، مشيرا إلى أن الاتحاد الإماراتي من أوائل الاتحادات العربية والأسيوية التي تولي اهتماما لدور التغذية في النشاط الرياضي لاسيما لرياضيي المستويات العالية، حيث «لا يقل دورها عن الجوانب البدنية والتكتيكية والفنية والنفسية لما لها من تأثير مباشر على مردودية اللاعبين». وبدا الدكتور بلحوز سعيدا بالثقة التي يحظى بها من طرف رئيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، ومحمد بن ثعلوب عضو هيئة شرف نادي العين ووكيل أعمال اللاعبين المغربي كريم بلق الذي كان وراء فكرة الهجرة إلى الخليج العربي، من أجل دمج هذا التخصص داخل الطاقم الطبي لنادي العين، لما له من دور مهم في إعداد الفرق، عبر ترسيخ نظام غذائي ينبثق من معطيات علمية. وفي نفس السياق عبر الأخصائي المغربي عن سعادته بالثقة التي يحظى بها من طرف الإماراتيين، الذين دعوه إلى الالتحاق بعد نهاية منافسات كأس العالم للشباب، بمعسكر للمنتخب الإماراتي لأقل من 18 سنة الذي يستعد للتوجه إلى نيجيريا قصد المشاركة في نهائيات كأس العالم لهذه الفئة العمرية، واعتبر بلحوز هذا التكليف تشريفا للمغرب وللكفاءات المغربية. وأشار محسن أنه لن يتوقف عن التكوين الذاتي، وأنه بصدد إعداد ديبلوم من إحدى الجامعات الأوربية، في مجال تحليل المعطيات الفنية عبر أشرطة الفيديو، وقال إن هذا التخصص سيرفع من قدراته ويرسم له طريقا معبدا في المشهد الكروي المتجدد باستمرار. ولا يقتصر دور الأخصائي المغربي على الجانب العلاجي، بل يخصص حيزا هاما للجانب الوقائي والتوعوي، من خلال مجموعة من المحاضرات لفائدة اللاعبين فيما يخص الأمور الطبية ونظام التغذية، إلى جانب الدكتور جلال الغالي- طبيب المنتخب المختص في إصابات الملاعب، حيث حرص المحاضران على توعية اللاعبين بأهمية الالتزام بالنظام الغذائي فضلاً عن عدم تناول أقراص طبية دون الرجوع إلى الطبيب، مع التأكيد على مضاعفات أي تصرف خارج الاستشارة الطبية. يذكر أن محسن بلحوز، ارتبط طويلا بنادي الفتح الرياضي قبل أن يغادره مكرها، بعد أن كشف بجرأة عن تناول مجموعة من اللاعبين لبعض المواد المحظورة، وهو ما خلق له مجموعة من ا لمشاكل مع الإدارة التقنية واللاعبين المعنيين.