احتضنت قاعة الاجتماعات بكلية الطب والصيدلة الأسبوع الماضي، مراسيم تنصيب الدكتور الفارسي السرغيني على رأس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أشرف عليها وزير التربية الوطنية والتعليم العالي رفقة والي جهة فاس بولمان، بحضور عدد كبير من الشخصيات المدنية والعسكرية وعمداء الكليات والأطر العاملة بها وعدد مهم من الأساتذة وبعض فعاليات المجتمع المدني الذين حجوا جميعا للمشاركة في هذا الحفل المتميز. وقد تناول الوزير في كلمته بالمناسبة الأسباب والظروف التي جعلت الدكتور الفارسي يحظى بهذا المنصب المهم، وتحديدا في الوقت الذي تعرف فيه الجامعة تغييرات جذرية سواء من حيث الإصلاح واعتماد مقاربة جديدة لتكون الجامعة عنصرا أساسيا في التنمية المستدامة، وكذلك لما يتمتع به هذا الرجل من مؤهلات علمية وثقافية وقدرته على التواصل، وباعتباره صاحب المبادرة في اتخاذ القرارات، التي من شأنها أن ترقى بالعمل الجامعي الذي يسعى للنهوض بمستوى الطلبة كنخب وكفاءة تطمح من خلالها البلاد إلى بناء مغرب الغد، لقدرتها على الانخراط الفعلي في المشاريع التنموية، مستحضرا التحديات المشتركة بين الجامعات المغربية ، وفي مقدمتها إشكالية الخلف في بعض المسالك المرتبطة بالعلوم الهندسية، وكذلك مقومات خصوصيات الجامعة التي دخلت في نفق تعاقدي مع الدولة وتعميق النقاش فيه من طرف كل المعنيين، كما تطرق إلى التحديات والرهانات التي تنتظرها جامعة سيدي محمد ابن عبد الله التي ساهمت في تأهيل عدد كبير من الأطر العليا، توجد حاليا على رأس العديد من القطاعات العمومية والخاصة، مضيفا أن الجامعة المغربية بصفة عامة تعيش أزمة عدم تجديد المناهج، وغياب الملاءمة مع متطلبات سوق الشغل، وأشار في هذا الإطار إلى أن هناك ورشا مفتوحا لندوة رؤساء الجامعات في أفق مواكبة الطلب المجتمعي وتحديث البرامج . وتحدث عن المخطط المديري لهيكلة الحي الجامعي الذي تتوفر فيه كل الشروط والمتطلبات اللازمة من أجل أن تضطلع جامعة سيدي محمد بن عبد الله بدورها التاريخي والعلمي. وفي الأخير تقدم بالشكر لرئيس الجامعة الأسبق توفيق الوزاني الشاهدي على المجهودات التي بذلها وهو على رأس إدارة هذه المؤسسة. بدوره أكد والي جهة فاس بولمان، أن الرئيس الجديد ينتظره عمل متواصل ومكثف للخروج بهذه المؤسسة إلى محيط أوسع وأكثر انفتاحا، لتكون أكثر عطاء وتميزا، مشيدا بالدكتور الفارسي كشخصية قوية استطاعت قيادة كلية الحقوق بحكامة وإدارة معقلنة أسست من خلالها خريطة طريق لمستقبل هذه الكلية، ولم ينس في كلمته أن ينوه بالدور الذي قام به الرئيس السابق بمعية كل المكونات الجامعية من أطر عاملة وأساتذة وطلبة. وقد أعرب الدكتور الفارسي السرغيني في كلمة له عن اعتزازه الكبير بهذه الثقة وتعيينه رئيسا لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بعد أن شغل مهمة عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، معاهدا كافة مكونات الجامعة من أساتذة وإداريين وتقنيين وطلبة، بأن لا يدخر أي جهد في العمل بتفان وإخلاص من أجل تنمية الجامعة والرفع من مستواها، وكذا ترسيخ الإصلاح التربوي الجامعي لجعل هذه المؤسسة نموذجا يتقدى به، مضيفا أنه سوف يكون على الدوام قريبا من كل مكونات الجامعة و حريصا على العمل من أجل تجاوز كل الصعوبات والعقبات التي قد تعترض العمل الجامعي، مشيدا بالدكتور توفيق الوزاني الشاهدي ومنوها بكفاءته. وقد حيى بالمناسبة كل الأطر الإدارية والتربوية والهيآت النقابية بكلية الحقوق، مشيرا إلى أنه مدين لهم بالكثير، لما بذلوه من تضحيات حتى أضحت الكلية على ما هي عليه من إشعاع وانفتاح لتظل محافظة على صدارتها محليا ووطنيا ودوليا، بفضل الندوات واللقاءات الثقافية والعلمية ذات المستوى العالي التي عرفت مشاركة العديد من الخبراء الدوليين في مجال الاقتصاد والسياسة والفكر... وفي كلمته المرتجلة، أشار الدكتور توفيق الشاهدي الوزاني إلى أنه تحمل المسؤولية لمدة ست سنوات في ظل غياب الموارد والإمكانات الضامنة للإصلاح، إلا أنه لم يدخر جهدا من أجل رفع التحدي وحل المعادلة بين الطموح والواقع وما يمليه الضمير الغيور على الجامعة والمدرسة المغربية. وخلص في كلمته (كلمة الوداع ) إلى التنويه بالرئس الجديد لما يتحلى به هذا الأخير من كفاءة ورصيد علميين مكناه من اكتساب ثقة صاحب الجلالة، مشيدا بالطاقم الإداري والنقابي لما قدمه من أعمال لصالح الجامعة ومكوناتها . وتجدر الإشارة أن الدكتور الفارسي السرغيني من مواليد 1954 بمدينة صفرو، حاصل على دكتوراة الدولة من جامعة نورماندي رون العليا سنة 1988 وقد شغل منصب مدير ديوان وزير السياحة سنة 1992، ومنصب مدير لوكالة بنكية بالدار البيضاء، وفي المجال العلمي، شغل منصب مدير مجلة الملتقى الليبرالي، وله عدة مقالات.