كان في الخمسينات مايزال شاعراً شاباً في طريق النمو وحياته أكبر دليل على أنه يجد طريقه، ذلك لأنها مليئة بالأخطار والتجارب العنيفة. ازداد سنة 1933 بمدينة خيريس من أب دركي اغتاله الثوار سنة 1936 باشبيلية. اشتغل بعدما أحرز على الباكالوريا في إحدى أبناك مدريد، لكنه طرد بتهمة توزيع مناشير تدعو إلى التضامن الوطني سنة 1958. واعتقل من جراء ذلك سبعة أشهر. وفي سنة 1961 اكتشف البوليس عند أحد أصدقائه ديوانه الذي لم ينشر بعد »الأرض الممنوعة«، فأدى ذعيرة على ذلك قدرها عشرة آلاف بسيطة وألَّف ديوانين ظلا غير مطبوعين هما: »زمن الحصاد« و »بالأيادي الفارغة«. والقصيدة التي نوردها مقتضبة من بعض الصحف الإسبانية وإلى غاية غشت 1963 زجت به السلطات الظالمة الفرنكاوية في السجن، لا لشيء إلا لأنه كتب رسالة شخصية يفضح فيها الفاشستية المسيطرة على بلاده. ولقد خلق اعتقاله جواً من التوتر في نفوس الكتاب والشعراء الإسبان وغير الإسبان، لأن سمعته كشاعر ومثقف إسباني تجاوزت حدود بلاده مشهرة بالظلم الفرنكاوي. لكن... هذا الحب لكن هذا الحب... ولشد ما أخشاه حب قوي جارف يعمي البصر هذا الذي يسطيع أن يضع القيود بمعصمي يضع الحياة لأن بالحب الكبير لهؤلاء الطيبين، بلا غذاء الخبز لا يسعى إلى أكواخهم وبلا هواء يلمسون جوانحه لأن بالحب الكبير لهؤلاء العاطلين ضحية الأيدي التي لا تظهر الجالسين بدونكم أشياء تلهب صمت حنجرتي وأنا بهذا أستطيع بهاته الأشياء دوماً أستطيع ملء الإناء حتى يفيض ملء الكؤوس من الشقا والحقد للإنسان ذلك الذي يحيا هنا بين الجموع وأكرهه أنا أستطيع الكره دوما أستطيع حتى يمر المعتدى ذلك الذي حمل السياط بالضفة الأخرى هناك في شط الحياة ذاك الذي يتفحص الأقفال ويريد أن يخفي عن عيني مزارع القمح الكثيرة ها هنا ذاك الذي يسكر بالرغوة البيضاء من دون أن يدري بأنه يسكر بدمائه إلى الجندي يا رفيقي ما الذي يحدث لو ترمي سلاحك؟ ارم عنك البندقية. ما الذي يحدث لو أعطيت للحقل فؤادك بذرة ناضجة ما الذي يحدث إن أرجعت للأم قوة الفلاح في كلتا يديك! ارفض اليوم تماما أن تصير عسكريا!! غادر الثكنة واهرب من سجونك ما الذي يحدث لو ترجع للبحر الكبير للشباك المهملة أيه العامل ارجع لسكوت المعمل أيه الراعي... إلى ذاك القطيع يا رفيقي! ما الذي يحدث لو ترمي سلاحك ارم عنك البندقية ما الذي يحدث لو ارجعت للحقل فؤادك ذلك المسروق في وضح النهار أمامك غادر السجن الذي تقتل فيه أرضنا جاعت لخبز وسلام ومحبة الأرض أرضي التي يسقي الدم أوصالها ليست بأرض تعشق الدماء والجراح أرضي التي تقتات بالأحقاد أرض الأحزان والطوى أرضي التي تسقي الدما أحشاءها كم ملت الدماء ملت الدماء لم تعد تهوى سوى إعطاء قمح إعطاء قمح تريد أن تحيا فقط أماً فقط أرض وأم من أين جئت يا أخي؟ أتيت يا أخي من البحار أنا أتيت من هنا من الثرى من الثرى... مبتلا بالعرق الأرض ما أريد وعنها أبحث أما أنا فالبحر ما أروم لأنني قضيت العمر عبداً ها هنا في الأرض أما أنا فكنت عبداً في البحار! الأرض يا أخي تحميك! وأنت يا أخي تحمي البحار