اعتبر الدكتور عبد الرحمان بن زيدان أن"محمد حسن الجندي رجل عصامي ذو ثقافة شعبية واسعة،تعرف على كل الحكواتيين بمراكش وعلى تقنيات الغناء الشعبي،وانخرط في عدد من الفرق المسرحية.إلا أنه ولظروف طارئة انتقل إلى الرباط وتعرف على كثير من الوجوه المسرحية لينطلق في تقديم تمثيلياته الإذاعية أشهرها "الأزلية". انتقل إلى عالم السينما حيث أدى دورا في فيلم "القادسية"الذي أعطاه بعده العربي كما تعرف على المخرج العربي مصطفى العقاد الذي أسند له دورا في فيلم "الرسالة..". وأردف قائلا في كلمته التي ألقاها في افتتاح الدورة الثانية للملتقى الدولي للمسرح الذي نظمته جمعية المشعل للمسرح والسينما بأرفود على مدى خمسة أيام ابتداء من أواخر شهر مارس المنصرم أن الحضور الرمزي للجندي "هو حضور فنان إنسان أعطى الشيء الكثير للسينما والمسرح..". وبالنظر إلى الوعكة الصحية التي ألمت بالمحتفى به وحالت دون حضوره،فقد ناب عنه المخرج المسرحي محمد عاطفي الذي عبر عن بالغ تأثره بالظروف الصعبة التي يمر بها الأستاذ حسن الجندي. فعاليات الملتقى المنظم تحت شعار"أرفود ملتقى الثقافات المسرحية"، شهدت توافد عدد من الفرق المسرحية تنتمي إلى كل من المغرب والجزائر وتونس وتمثيلية رمزية لفرنسا فضلا عن الحضور المتميز لعدد من الوجوه المسرحية والسينمائية .. إلى ذلك،قدمت فرقة المشعل عرضها الأول بمسرحية تحت عنوان:"حزام للا ومادار"،وهي مسرحية سياسية واجتماعية حاولت مقاربة الواقع العربي داخل حيز مكاني مفتوح على كل الاحتمالات والقراءات،ومغلق يحيل على الوطن ويعبر عن التقوقع داخل رقعة جغرافية محكومة بهوية غريبة عنها. ولعل أقوى اللحظات التي تفاعل معها الجمهور، مسرحية "الدب" التي قدمتها إحدى الفرق الجزائرية في قالب هزلي حيث الأحداث تدور في منزل جبلي أرستقراطي تملكه سيدة اسمها بوبوفا التي تعيش مع خادمها لوكا وهي في حالة حزن وحداد على زوجها المتوفى منذ مدة إلا أن رجلا يدعى سمير نوف يقتحم خلوتها ويطالبها بتسديد مبلغ من المال كان دينا على زوجها..لكنها لا تستطيع، ليتجه الحوار إلى مقاربة موضوعات ذات أبعاد إنسانية وعاطفية .. برنامج الملتقى لم يتوقف عند حدود العروض المسرحية،فقد تابع الجمهور حفل توقيع كتاب "زنوبيا في موكب الفينيق" وهي مسرحية تجريبية للدكتور عبد الرحمان بن زيدان الذي قال إنها ترمي إلى تأسيس كتابة غاضبة،ناقدة،متأملة،كلها مبنية على مفارقات ومتناقضات..وقد تم توظيف مجموعة من المصادر التراثية العربية والعالمية من أجل توسيع معاني كتابة هذا النص وتوسيع مجالات المتخيل،وهو ما يقرب هذا النص من الرؤية الحداثية على مستوى البناء الدرامي وعلى مستوى رؤية العصر والعالم المعاصر. في ذات السياق،نظمت جمعية المشعل ندوة بعنوان"الجذبة وتوظيف الجسد بين المسرح الشرقي والمسرح الغربي" حاول المشاركون من خلالها الوقوف عند التعبيرات الجسدية وأبعادها الجمالية والدلالية والتي تسم المسرحين الشرقي والغربي. هكذا يسدل الستار على فعاليات الملتقى بتكريم المسرحي المقتدر محمد حسن الجندي الذي كرس مسيرته الفنية لخدمة المسرح وصار رقما أساسيا في معادلة المسرح.متمنياتنا له بالشفاء العاجل ليعود إلى عالم المسرح والسينما فارسا مغوارا بصوته الجهوري المعهود..