توخى اليوم الوطني للمسرح، الذي احتفت به أسرة الركح مساء الثلاثاء الماضي، تعميم الفرجة المسرحية عبر مجمل تراب المغرب. وكذا تجسير اللقاء بين المبدعين المسرحيين والجمهور المغربي. وسعى احتفال هذه السنة، الذي حضرته وزيرة الثقافة الفنانة ثريا جبران أقريتيف وثلة من الوجوه المسرحية والفنية المرموقة على الساحة الوطنية والذي يكتسي طابعا خاصا، كما قال عبد اللطيف نسيب المسناوي مدير المسرح الوطني محمد الخامس، لأن «يكون فيه المسرح هو الضيف وهو صاحب المكان في الوقت نفسه». وأضاف أن هذا الاحتفال، الذي يتميز أيضا بإصدار طابع بريدي حول المسرح، شهد تنظيم مجموعة من الأنشطة توجت بافتتاح معرض صور فرقة المعمورة من انجاز الفنان إدريس التادلي، الذي تم تكريمه بالمناسبة، وتوقيع كتاب «مسرح وسينما» لعصام اليوسفي، وتقديم مسرحية «المرأة التي» لفرقة مسرح المنصور. وللارتقاء بأب الفنون وجعله رافعة تساهم في مسلسل التنمية، قال الفنان محمد الجم إنه يتعين «على كل من يمتهنون المسرح تكثيف جهودهم من أجل خلق سوق خاصة بهم، لأن أي صنعة لا تتوفر على سوق لن تكون لها مردودية»، مضيفا أنه يتعين عليهم أيضا التفكير في تنظيم يوم دراسي لمعرفة انتظارات الجمهور من المسرح ووضع حد للقطيعة الموجودة بينهما. وبدورها أعربت الفنانة لطيفة أحرار، ممثلة ومخرجة، عن أملها في أن يتحول الاحتفال باليوم الوطني للمسرح إلى احتفال بالفنان، واهتمام بقوانينه ورعايته واحترام إبداعه، مشددة على ضرورة ألا يبقى هذا الاحتفال محدودا على المسارح، وإنما يشمل كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة حتى يشعر الجميع بأن المغرب برمته يحتفل بالمسرح. وأضافت أن المسرح المغربي راكم مجموعة من التجارب، وحقق الكثير من المكتسبات منها تشييد المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط وإحداث المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، الذي ساهم في ظهور عدد من المهن المسرحية، إلا أن آماله تبقى أكبر، ومنها على الخصوص تعميم وتفعيل بطاقة الفنان، وتقنين المهنة والاهتمام بأصحابها أكثر. أما الفنان محجوب الراجي، أحد رواد المسرح المغربي، فيعتبر أن الصور الفوتوغرافية المقدمة في معرض إدريس التادلي يعطي نظرة عن المسرح المغربي منذ نشأته وما راكمه من تجربة مميزة، ويبرز ما أضحى يمتلك من مقومات الاستمرار التي تكفل له تجاوز كل المعيقات والنهوض بمقوماته لاستشراف مستقبل مسرحي واعد. يشار إلى أن برنامج اليوم الوطني للمسرح يتضمن أيضا مجموعة الأنشطة ستقام يوم 16 من الشهر الجاري بدار الثقافة سيدي رحال بإقليم قلعة السراغنة، منها تكريم محمد شهرمان، أحد الأسماء التي بصمت التجربة الزجلية، ومالكة الخالدي، واحدة من رائدات المسرح المغربي عموما والمراكشي خصوصا، وعرض مسرحية «المرأة التي ...»، من تأليف محمد الجم وإخراج عبد اللطيف الدشراوي.