جاء محمد ساجد رئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء مساء يوم الخميس 2 آبريل الجاري للحديث أمام عموم الحاضرين من فعاليات تنتمي إلى مختلف المشارب بمناسبة انعقاد اللقاء الأخير/ التاسع، ضمن سلسلة خميس الحكامة في محور «أية أقطاب ذات الامتياز بالدارالبيضاء»؟ حول إعادة الاعتبار للعمل السياسي وللمنتخبين والنقاش المرتبط بأداء المنتخبين. اللقاء الذي استضاف كلا من نزهة الحرايشي، محمد الطوزي، رشيد الوزاني وعبد العالي مستور، وقام بتنشيطه التهامي الغرفي، استغل خلاله محمد ساجد وقوفه بالمنبر ليجعل من مداخلته خطبة للوداع متحدثا « كبيضاوي» وليس بصفة أخرى، كما جاء على لسانه، استغرب «كون بعض الجهات تعمل على نسب كل المشاريع والأوراش التي تفتح في الآونة الأخيرة للانتخابات والاستعداد للحملة، واعتبر أن هذا الأمر مُحبط ويجب الترفع عن ذلك»! مؤكدا نجاح دورات خميس الحكامة بأكملها والانخراط الواسع في متابعة كافة اللقاءات التي انعقدت والتي تميزت بنقاش إيجابي، الأمر الذي دفعه إلى تحية كافة الحاضرين خلال الحلقة الأخيرة على مواكبتهم وحضورهم. تحدث ساجد عن كل شيء للدفاع عن «منجزاته» ولتبرير «كل شيء» ونسي أن يتحدث عن القيمة المضافة لسلسلة لقاءات خميس الحكامة التي انعقدت طيلة المدة الفارطة داخل قاعة بأحد فنادق العاصمة الاقتصادية والتي، لغريب الصدف ومن العجائب أن تخللها النقاش حول حث الناخبين على التصويت دون أن يتم إشراك هؤلاء المواطنين، فمن كان يناقش بديلا عنهم هُم جزء من إشكالية العزوف! لم تنظم اللقاءات بدرب السلطان وبالحي المحمدي والبرنوصي والحي الحسني وسيدي مومن وعين الشق... وغيرها من أحياء العاصمة الاقتصادية لتكون هذه اللقاءات أكثر إشعاعا ولإخراجها من الطابع «المركزي » الذي صاحبها منذ البداية! محمد ساجد لم يتحدث عن المال العام الذي أُهدر وعن الميزانية التي خصصت لتنظيم «الخميس»، ولم يشر إلى الأظرفة التي منحت لهذه الغاية ولا إلى كلفة الحلويات والمشروبات وما لذ وطاب من أكل وشراب خصص للمدعوين وللمتدخلين...، كما لم يبرر سر الالتجاء إلى خدمات وكالة للاتصال للإشراف على تنظيم اللقاءات التسع، مع العلم أن مجلس المدينة به قسم للاتصال والتواصل؟! قيل إن النسخة الثانية من خميس الحكامة حملت شعار «نقاش ملتزم وملزم»، إلا أن عددا من مسيري الشأن المحلي البيضاوي أغفلوا أن الالتزام مع الناخبين يقتضي التواصل الدائم معهم والانصات لهمومهم والعمل على حل مشاكلهم، وبأن يعاينوا تدخلات منتخبيهم منذ الأيام الأولى لتمثيلهم، لا أن ينتظروا إلى غاية الأنفاس الأخيرة من عمر الولاية ليعاينوا «الزفت» يصل إلى حفر أزقتهم، وأن يكتشفوا أن بالمدينة آليات مختلفة من جرافات وشاحنات و أن عددا كبيرا من العتاد يفرج عنه لافتتاح عدد من الأوراش، ثم يأتي ساجد ليتساءل لماذا يتم نسب ذلك إلى التحضير للانتخابات ؟! ففي أي باب يمكن تصنيف مثل هذه «الأفعال»؟ إنها بعض ما أفرزته حكامة مدينة الدارالبيضاء!