تشكل الجامعات الربيعية صيغة تربوية لتأطير فئة الشباب المتراوحة أعمارهم بين 15 و17 سنة، وتكتسي أهمية بالغة بالنسبة لجمعية الشعلة للتربة والثقافة، كونها تهدف إلى تأطير هذه الفئة وفق رؤية تربوية حديثة تعتمد أساليب التربية على المواطنة وحقوق الإنسان والديمقراطية ومختلف القيم الإنسانية. والشعلة كجمعية وطنية عملت، ومازالت، على ترسيخ وتطوير آليات وتقنيات تدخلاتها التربوية، حيث احتل العمل التربوي مكانة مهمة في عملها ، إن على المستوى المحلي أو الوطني. ففي هذا الإطار تنظم الجامعات الربيعية لموسم 2009 تحت شعار "من أجل ترسيخ وممارسة القيم الإنسانية"، على اعتبار أن القيم الإنسانية هوية وجود البشرية وهوية التواصل الإنساني البشري، وعلى اعتبار أنها ترسم وجهة السلوك و تحدد إمكانات التفاعل، فهي مكمن القوة والتطور، وهي التي تطبع الإنسان على عناصر الحضارة. فالحضارة لا تنطلق إلا و تحددها مجموعة من القيم وهي أسلوب الحياة المتصل بالاعتدال والانفتاح والحداثة. وتعتبر الجمعية هذه الجامعات الربيعية التي ستعرف مشاركة وتعبئة 200 شاب وشابة من الشباب المنتمين إلى شبكة الجمعية ومن مختلف مناطق المغرب، على أنها فضاء للتربية على القيم الإنسانية والسلوك المدني، والعمل على ضمان ترفيه الشاب اليافع عبر آليات الاستمتاع والجودة والمضمون الهادف، فضلا عن التربية على قيم السلوك المدني كحقوق الشباب والسلوك الديمقراطي والقيم الإنسانية والكونية، والمساواة والتسامح، وفسح المجال للمبادرة والإبداع الحر لدى الشباب المستفيد، بالإضافة إلى الحرص على سلامة الشباب. وهكذا فبالمركز الوطني للشباب الهرهورة، تنظم الجمعية الجامعة الربيعية لليافعين في الفترة المتراوحة مابين من 29 مارس إلى 05 أبريل 2009 التي يدير أنشطتها وأشغالها طاقم إداري وتربوي، تحت إشراف سعيد العزوزي، في إطار برنامج غني ومكثف، سطرته فعاليات وأطر الجمعية وتعمل على تنفيذه وإنجاحه ليصل إلى الغايات والأهداف المتوخاة منه. هذا البرنامج الذي يستجيب لطموحات الفئات العمرية المستهدفة والذي يحتوي على المواد المختلفة والمنتوج الثقافي والتربوي المتنوع، كما يستحضر هموم اليافع وتطلعاته، ويشمل كذلك الجانب التكويني المقسم في ورشات المواطنة، الإبداع، الهجرة، وورشة المعامل التربوية ونواد متعددة كنادي المسرح، والتعبير الجسدي، الأنشودة، ونادي الألعاب الداخلية. وبالموازاة مع الجانب التكويني، هناك شق ثاني من البرنامج، عبارة عن لقاءات مفتوحة مع وجوه سينمائية ورياضية مشتغلة بالحقل الصحي والعمل الاجتماعي. فكان اللقاء الأول مع السينوغراف و السينمائي رشيد جندل صاحب شريط المغدور الذي نبش في ذاكرة المسرح البلدي بالبيضاء، ولقاء شيق مع الممثل والمسرحي المغربي عبد الرحيم المنياري. وبعد ذلك أثث فضاء الجامعة الدكتور عبد العزيز بن الزاوية مدير المركز الصحي للشباب بالرباط، وعالج مع اليافعين في لقاء تواصلي موضوع آفة المخدرات، وعرفت كذلك الجامعة لقاء مع الأخت أمينة دحمان التي نشطت ورشة حول موضوعي أسرار الشخصية الناجحة والتميز، كما سيكون لليافعين موعد مع اللاعب الدولي محمد التيمومي، و المنتج المغربي مدير مهرجان المحمدية صلاح الدين الجبالي ووجوه فنية أخرى.