توصلنا برسالة إلكترونية معنونة ب «صرخة قراء ضد مقالات بدون رصيد» موقعة من ثلاثة عشر قارئا من مدينة فاس، يستندون في خطابهم إلى الرغبة في إعمال «مبدأ التفاعل بين الجريدة وقرائها»؛ وهو مبدأ محمود في حد ذاته نسعى إليه ونعتبره غاية كبرى من غايات هذه الصفحة. غير أن الإخوة أصحاب الرسالة عمدوا إلى تلميع صورة واحد من مراسلينا بالمدينة، و هو أمر كنا سنقبله على مَضَضٍ (لأن رمي الزهور لبعضنا البعض ليس هدفنا) لولا أن هؤلاء الإخوة انهالوا على بعض المراسلين المتعاونين بأقذع النعوت وبأخطر الاتهامات المهنية والأخلاقية. وفي ختام الرسالة قال الإخوة الموقعون:«أملنا من القائمين على صفحة الوسيط بأن يقوموا بنشر كتابنا هذا و أن لا يكون مصيره سلة المهملات». ونحن إذ نثمن هذه المبادرة من مجموعة من القراء الغيورين على جريدتهم نود إبداء الملاحظات التالية: 1) حينما يبعث قارئ برسالة إعجاب صادق بأحد الأقلام بالجريدة، فإننا نرى من واجبنا أن نوصل هذه الرسالة استجابة لرغبة القارئ من جهة و تشجيعا للصحفي من جهة ثانية. و لو أننا نفضل كثيرا أن ينصب الإعجاب (و النقد كذلك) على مقالات أو موضوعات بعينها وليس على شخص كاتبها، لأن التلميع المبالغ فيه قد يؤدي إلى زرع بعض الغرور في نفس الصحفي وهذا ما لا نتمناه لصحفيينا. والحال أننا رأينا في حديثكم عن واحد من مراسلينا، تقريضا وإطراءً مُبالغا فيهما لا نرى أنه سيفيد مساره المهني. 2) وفي المقابل فإننا نفتح أذرعنا لأي انتقاد لأي جانب من الجوانب التي تهم صحيفتنا، سواء انصب النقد على شكل الجريدة (من إخراج فني أو أخطاء أو غيرها...) أو على محتوياتها وتوجهاتها، ولكننا لا يمكن أن نقبل الاتهامات الخالية من الأسانيد ولا التجريح الذي لا مبرر له. نعم، نقبل مشرط الجرّاح - مهما كان إيلامه - لأننا نعلم أنه يحمل البلسم و العلاج في طياته، غير أن ما ورد في الرسالة بالإضافة إلى كونه عاما و ليس موجها لواحد بالإسم (مما يجعله موجها لباقي مراسلي المدينة)، فإنه يدخل تحت طائلة القذف الذي لا سند له. 3) لا ينبغي أن يُفهم من الفقرة أعلاه أننا ندافع عن الرداءة، بل بالعكس نَحُثُّ جميع القراء على توجيه انتقاداتهم المسنودة، والصفحة مستعدة لنشرها دون تردد، وحتى حين لا تستوفي الرسالة شروط النشر ، لسبب من الأسباب -كما في حالتنا هاته - ، فإن الصفحة ملتزمة بالرد عليها ولا تُهملها أبداً. مرة أخرى نكرر أن ليس لدينا سلة للمهملات.