تعاقدت شركة ليدك مع إحدى الشركات منذ مدة من أجل قيام هاته الأخيرة بعدد من الأشغال والمهام لصالح الشركة الفائزة بعقدة التدبير المفوض لقطاعي الماء والكهرباء والتطهير السائل بالعاصمة الاقتصادية، وذلك بعدد من الأزقة البيضاوية، والمتمثلة في تغيير الأسلاك الكهربائية وإخراج العدادات الكهربائية من داخل جدران المنازل إلى واجهاتها الخارجية وتغطيتها بالواقيات البلاستيكية الخاصة بالشركة، مع تغيير « لبواطة كولون» لكل منزل على حدة، إلا أن الملاحظ أن أشغال هؤلاء العمال /المياومين خلقت عدة مشاكل متفاوتة أدت إلى تضرر البيضاويين/المستهلكين من زبناء الشركة! لم تكن أشغال الحفر وضربات «الماسيطات» التي تهوي على المنازل العتيقة من طرف عمال الشركة المذكورة منذ مدة ببعض أزقة حي درب الفقراء بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، وحدها التي خلقت حالة من «الاستثناء» ، بل انضاف إليها انتشار الآليات ومعدات العمال والأحجار والأتربة والإسمنت المسلح والألياف الكهربائية ...وغيرها من المواد المنتشرة ذات اليمين وذات الشمال، هنا وهناك والتي كان المواطنون يساهمون في الحفاظ عليها مخافة التلف في الوقت الذي كان فيه بعض هؤلاء العمال أنفسهم غير عابئين بالمسألة ككل، فقد كان سكان هاته الأزقة مقتنعين بجدوى العملية التي تقوم بها الشركة وعليه فهم لم يضيقوا ذرعا بأي كان ولم يبدوا أي تبرم أو عدم رضى كيفما كان نوعه. هذا «التعايش» السلمي لم يدم طويلا، خاصة وأن بعض هؤلاء العمال لم يكن معنيا بإتمام العمل الذي جاء للقيام به، بل كان همه الأكبر وشغله الأساسي البحث عن «بريكولات» لتوخي ربح بعض المبالغ التي تفوق الأجر اليومي الذي يشتغل به هؤلاء، وزادت حدة الشرخ عندما وجد بعض السكان منازلهم بدون «بواطات كولون» عكس جيرانهم وبأن الألياف الكهربائية متصلة بشكل مباشر بالعدادات الكهربائية، في الوقت الذي بقيت فيه أخرى عارية منذ أكثر من 20 يوما ، دون أن يقوم العمال المعنيون بتغطيتها اتقاء لعبث العابثين ووقوع ما يمكن ألا تحمد عقباه، وارتفعت حدة التوتر عندما تسبب بعض هؤلاء في وقوع أعطاب أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن بعض المنازل ، كما هو حال أحدها بالزنقة 21، الذي وجد قاطنوه أنفسهم مقحمين داخل دوامة بدون حل سيما بعد إجرائهم للعديد من الاتصالات مع مصالح «ليدك» دون أن تقوم بأي تدخل لإصلاح الوضع متذرعة بأنها تتبرأ من أية أعطاب تتحمل مسؤوليتها الشركة المتعاقد معها، وهو الجواب الذي أبلغ إليهم ليس عند الاتصال الأول، بل فيما بعد ليمكث هؤلاء لمدة يومين بدون «ضو»!