يفيد مسؤولو « ليدك » أن حصيلة التدبير المفوض الذي قضى بإسناد توزيع الماء و الكهرباء و خدمة التطهير السائل في الدارالبيضاء إلى ليدك ، كانت إيجابية في جميع مجالات التدخل ، مشيرين إلى أن هذه العملية جاءت على إثر قرار للسلطات يقضي باللجوء إلى التدبير المفوض لهذه القطاعات، حيث بالإضافة إلى الشركاء المغاربة المساهمين في الشركة، هناك المجموعة الدولية «سويز للبيئة» التي لها تجربة عالمية في مجال اشتغالها، كما أنها تتواجد في عدد من كبريات المدن العالمية، و بالتالي فوجود « ليدك » في الدارالبيضاء هو جزء من باقي استثمارات المجموعة في العالم. ويؤكد المسؤولون في «ليدك » على أهمية الاعتماد على التكنولوجيات الحديثة و الخبرات الرائدة في ميادين الخدمات التي تقدمها، حيث يساعدها ذلك على إنجاز المشاريع الكبرى التي تعود بالنفع على المدينة و على سكان العاصمة الاقتصادية ، خاصة أن التقييم الذي أجري على الوضعية التي تم على أساسها اللجوء إلى التدبير المفوض، أشار إلى عدد من الاختلالات في سير المصالح من حيث انقطاعات الماء و الكهرباء، وانعدام الجودة في خدمة الزبون، وتدني المردودية و نقصان الفعاليات القصوى للاستثمارات، وارتفاع كلفات الاستغلال بشكل غير عادي، وتقادم شبكات التوزيع، والاستدانة المفرطة للوكالة المستقلة للتوزيع ، بحيث بلغ مثلا الدين الاجتماعي إلى حدود سنة 1996 حوالي 2500 مليون درهم، إضافة إلى أن فيضان سنة 1996 كان سببا مباشرا أيضا في تغيير الأوضاع مما كانت عليه، إلى أوضاع أخرى أفضل. ويؤكد المسؤولون في « ليدك » أن المجهودات ، في البداية انصبت على الحماية من مخاطر الفيضانات أثناء التساقطات الغزيرة، و إعطاء الوثوقية لخدمة توزيع الكهرباء، و عصرنة الخدمات المقدمة و الاستقبال المخصص للزبناء و معالجة طلباتهم أو شكاياتهم. ويظهر من المعطيات المتوفرة أن هناك الكثير من المشاريع الهامة التي أنجزتها «ليدك »في الدارالبيضاء في الفترة الممتدة ما بين 1997 و2007 من أجل الحفاظ على استمرارية الخدمات و تحسين و مراقبة جودة ماء شبكة التوزيع و متابعة البحث عن الاقتصاد في هذا المورد. بالنسبة إلى مجال الماء، قامت ليدك بإنجاز مشاريع لتأمين التزويد لمنطقة عين السبع و سيدي البرنوصي، وإنجاز صهريج من سعة 2000 متر مكعب في بني يخلف، وإعادة تأهيل قناة مرشيش التي تضمن تموين مطار محمد الخامس، وإعادة تأهيل شبكات الماء الشروب في المناطق التي ظهرت فيها المياه الحمراء، وتقوية تزويد النواصر بالماء الشروب، وإنشاء صهريج من سعة 10آلاف متر مكعب، و إقامة 12 كيلومتر من القنوات بقطر 400 على 600، وتقوية شبكة الماء الشروب نحو قطاع أناسي (قطر 600 على 4 كيلومتر)، و تأمين التزويد بالماء الشروب و تقوية الإيصال بين صهريجي أولاد حدو 160 و مديونة 140 (قطر 600 على 3.2 كيلومتر- قطر 300 على 2 كيلومتر)، وتقوية شبكة الماء الشروب في مركز بني يخلف و بوسكورة بقطر 400 ملمتر: 1.4 كيلومتر من القنوات، والشروع في أشغال إحداث صهريج في بوسكورة من سعة 5000 متر مكعب على مستوى المنطقة الصناعية أولاد صالح، وتقوية شبكة الماء الشروب ل»لافارج» و ربط الدواوير المجاورة (14.5 كيلومتر من الإيصالات بقطر 300)، تحويل قناة من شبكة الماء الشروب على مستوى شارع إدريس الحارثي، تجديد الشبكات (المياه الحمراء) بمختلف أحياء المدينة، و كذا القيام بأشغال تحويل الإيصال من أجل تهيئة نفق بساحة دكار على مستوى تقاطع شارعي المقاومة و إيميل زولا. و قد عرفت الفترة الممتدة ما بين 1997 و2007، القيام بمشاريع بعضها يتعلق بمحاربة الفيضانات مثل تخفيف الضغط على القناة المجمعة الغربية - الفداء، قناة تخفيف الضغط على وادي المالح بالمحمدية، التطهير السائل في عين الذئاب و الحي الحسني: تجهيز جديد للمنطقة، بناء محطة صرف المياه المستعملة في عين الذئاب، تنقيل المياه العادمة في بوسكورة (شبكات المناطق الصناعية)، التطهير السائل لقطاع كاليفورنيا، عين الشق: إنجاز الشبكة الأولية لجمع المياه المستعملة و المطرية، و حوض لاستقبال مياه العواصف المطرية، و تنقيل المياه المستعملة و مصب تسربات المياه المطرية نحو سيدي معروف - 4.5 كيلومتر من القنوات، التطهير السائل في المحمديةالشرقية (تنقيل المياه المستعملة و تجهيز أولي لقطاع العاليةالشرقية)، التطهير السائل في قطاع الألفة، دار بوعزة الشرقية، التطهير السائل في النواصر (إنجاز الشبكة الأولية لجمع المياه المستعملة و المياه المطرية، محطة ضخ المياه المطرية)، إعادة تأهيل القنوات المجمعة للتطهير السائل (شارع الزرقطوني، طريق أزمور، معمورة، الحارثي، عقبة بن نافع، شوفليي بايار، عبد الكريم الخطابي، القناة المجمعة: مبروكة، بنمسيك...)، إعادة تأهيل شبكات المنطقة المنخفضة في المحمدية، الخرائطية الرقمية للشبكات، محاربة فيضانات المياه المطرية على مستوى شارع محمد بوزيان في حي السدري، القناة المجمعة لتخفيف الضغط على طول1 كيلومتر، إحداث محطة صد المياه المطرية في قطاع بني يخلف، التطهير السائل في تيط مليل: توسيع شبكة المياه المستعملة و المياه المطرية و توسيع الحوض المتواجد و المخصص لاستقبال مياه العواصف المطرية، التطهير السائل بمركز مديونة، و تعويض القناة الموجودة بواسطة قناة من سعة 800 ملم على طول 4.5 كيلومتر، أشغال تنقيل قناة لتهيئة نفق ساحة دكار على مستوى شارعي المقاومة و إيميل زولا. و على مستوى الكهرباء، تؤكد « ليدك » أنها قطعت مرحلة رئيسية جديدة في سيرورة التقوية و الحفاظ على جودة الشبكة، بحيث مكنت مجهوداتها المتواصلة من تحسين جودة التيار الكهربائي و الاستجابة للحاجيات من هذه الخدمة على مستوى جهة الدارالبيضاء و المحمدية و العمل على تقدم مردود الشبكة. و بفضل تحديث الآليات و اعتماد تكنولوجيا متطورة و السهر المداوم على ضمان خدمات عالية الجودة، تقلص عدد الانقطاعات الكهربائية من 913 انقطاعا سنة 1997 إلى 183 انقطاعا سنة 2007 (أي تم تقليل عدد الانقطاعات بنسبة 5 أضعاف مقارنة مع ما سجل سنة 1997). و يمكن الإشارة إلى أن البنيات التحتية في الدارالبيضاء تعززت باستثمارات ليدك التي همت إحداث مراكز للتحويل في سيدي عثمان و دار بوعزة، إعادة تأهيل مركزي التحويل أولاد حدو و العيون، إعادة تأهيل مركزي التحويل: شافينيي وأبي دوليبي (60 كيلواط)، إنجاز المكتب المركزي للقيادة (BCC) و التحكم في مراكز التوزيع، إعادة تأهيل و تقوية بنينة شبكة التوتر المتوسط (حوالي 596 كيلومتر)، إعادة تأهيل و تقوية مراكز التوزيع العمومية (496 وحدة)، إعادة تأهيل و تقوية و إعادة بنينة شبكة التوتر المنخفض (حوالي 995 كيلومتر)، كهربة دواوير و أحياء الصفيح، تجديد شبكة الإنارة العمومية، إعطاء الانطلاقة لمشروع إصلاح محولين كهربائيين لمركز التحويل «المصدر» العيون (20كيلواط- 225 كيلواط)، إعادة تأهيل مركز التحويل كاميران «60 كيلواط». و بخصوص تحديد الأسعار، تجذر الإشارة إلى أن هذه العملية مقننة لدرجة أن قرار الزيادة في تعريفة هذه المواد، تتخذه الأجهزة القطاعية المعنية التي تصدر مراسم تطبيقية للمنتجين و مراسم للموزعين، فمثلا الزيادة الأخيرة التي همت مادة الماء في آخر سنة 2006، قررتها الوزارة المكلفة بالشؤون الاقتصادية و العامة، و هي زيادة كانت صادرة بموجب القرار الوزاري رقم 214- 06 المؤرخ في 6 فبراير 2006، و كذا القرار الثاني رقم 215- 06 المؤرخ في 6 فبراير 2006، ثم القرار رقم 427- 06 المؤرخ في 3 مارس 2006، و من باب التعاون مع السلطة المفوضة و روح المواطنة التي يتم العمل وفقها، قررت ليدك آنذاك السعي من أجل تخفيف وقع هذه الزيادات على المواطنين، خاصة أن تطبيق تقليص الشطر الأول من الماء و التطهير على الصعيد الوطني (المرور من 0-8 متر مكعب إلى 0-6 متر مكعب)، نتج عنه اتفاق بين ليدك و السلطة المفوضة، و توج باستدراك لهذه الوضعية و دراسة لحلول بديلة توجت بحل يخفف وقع تلك الزيادة على فاتورات شريحة المستهلكين المعنية، على أساس توزيع تلك الزيادة بإنصاف على الأشطر الأخرى. أما بالنسبة إلى ما أنجزته ليدك، يمكن القول إنه من أجل مواكبة تطور الحاضرة، التزمت الشركة بعمليات واسعة النطاق يقدر حجمها الاستثماري إلى غاية 31 من دجنبر 2007، بحوالي 7 ملايير درهم، 4 ملايير درهم منها ممولة من طرف المقاولة. و قد شكل نشاط التطهير السائل حوالي 33 في المائة من مجموع المبالغ المستثمرة، حيث يستهدف هذا النشاط الذي يحظى بأولوية، إلى تحسين نسبة الإمداد (توسيع و تقوية الشبكة)، التخفيف من مخاطر الفيضانات خلال التساقطات المطرية القوية، إضافة إلى مواصلة أشغال محاربة التلوث. في حين مثلت الاستثمارات في ميدان الماء الشروب حوالي 22 في المائة من مجموع المبالغ المستثمرة، و ذلك لتقوية وسائل مراقبة جودة الماء، و تحسين نسبة الإمداد و ضمان اقتصاد الماء الذي يشكل تحديا كبيرا بالنسبة إلى المغرب. بينما استقطب نشاط الكهرباء 33 في المائة من إجمالي الاستثمارات المنجزة، و التي مكنت من الاستجابة إلى ارتفاع طلب الاستهلاك، و تحسين جودة الخدمة عبر التقليص من عدد الانقطاعات و آجالها. و يبقى الهدف الأساسي بالنسبة إلى الشركة هو ضمان توزيع و توفير خدمات الماء و الكهرباء و التطهير السائل و الإنارة العمومية و العمل على إنجاز مشاريع تستهدف مواصلة تحسين هذه الخدمات، و كل الحيثيات المتعلقة بالالتزامات و الحقوق متضمنة في عقد التدبير المفوض، مع العلم أن المقاولة تعمل على ترسيخ ثقافة خدمة الزبون حسب ما يتطلب ذلك من قدرة على الإنصات لحاجياته و متطلباته و تلبية مستلزماته، إضافة إلى القيام بدينامية للتغيير على مستوى الموارد البشرية، حيث إن 95 في المائة من الموارد البشرية داخل ليدك اشتغلوا في السابق مع «لاراد» (الوكالة المستقلة لتوزيع الماء و الكهرباء سابقا). و بتناسق مع استراتيجية المؤسسة التي تهدف إلى التميز في خدمة زبنائها و باقي الفرقاء المتعاملين معها، سلكت ليدك مساعي لإصلاح بنياتها الأساسية و تحسين فاعليتها القصوى . و لابد من التذكير بأهمية الدور الذي يقوم به مركز التكوين المهني التابع إلى شركة ليدك، حيث يسهر هذا المركز على تكوين الأعوان في مجال الأمان والتحكم في المهارات و تدبير أوامر التدخلات التقنية، و إقامة دورات تكوين اقتصادية... و في سنة 2008 على سبيل المثال، أعطت ليدك انطلاقة مشروع سيرورة الكفاءات الذي يستهدف تحديد قدرات كل عون، كما شهدت السنة ذاتها القيام ب 700 عملية تكوين استفاد منها حوالي 5600 مستخدم، و ذلك على مدى 65200 ساعة من التكوين الذي شمل أيضا دورات في مجال التسيير.