ازداد كايينو أليخاندرو كاييدو سنة 1923 ببلانسيا (قشتلة) وسط عائلة كادحة وهو خامس إخوته، ولم يكد يبلغ من العمر عشر سنوات حتى كتب قصيدتيه الأوليتين وكان عليه أن يشتغل ليعيل عائلته، إنه عصامي ثقف نفسه بنفسه وهو بين المعامل والحديد. التحق بالجيش في سنه الثامنة عشرة وبقي به ثلاث سنوات كتب خلالها سبعة عشر مجلدا نشر منها بعض القصائد على صفحات الجرائد في الأحواز ثم مزق الباقي، ولما تحرر من الجيش، اضطر إلى الكفاح من أجل اعتياد الحياة المدنية من جديد، كما قاله في »سنوات الجوع«، وتمكن من العمل في دار للتأمين ثم اشتغل بالصحافة. وهكذا دخل ميدان الصحافة محترفا ودرس الاقتصاد وكان اسمه آنذاك يبرز في طليعة الشعراء الشباب. رسال مفتوحة مهما الرياح ساعدتني في اختيار حفنة الكلام لكي أقول، كي أقول كي أقول... الحب والسلام والعمل لكي أقول كي أقول.. إني مقيم في مكان لا أدريه ولا أدري من أي يوم أو زمان تعال سيدي ساعدني في الكفاح تعال ساعد هاته المؤسسة حتى وإن عرفت أنها جميلة ووعرة وامدد يدك لجهد كل يوم تعال لا تدعني وحدي أنا أرجوك.. لأننا إن لم نكن موحدين فإننا لن نستطيع المشي بالخطى القوية ولست أدري ما الذي سيحدث مهما تنازل القضاء لي لكي أقول. كي أقول، كي أقول للرجال إني أقول باسمكم أنتم يا من تكاثرت أعدادكم لكنكم تفضلون الانقسام حتام ظل الصمت المحدق أغنية المشي التي تعيش بانتظارنا وبعد الآن كل شيء سوف يسهل يُوَحّد إذ ذاك تستطيع أن تحب دون أن يسومك العسس وبال لعنته إذ ذاك تستطيع أن تعمق التفكير دون أن يراك جارك القريب بنظرة الحقود إذ ذاك تستطيع أن تقول إن العدل أفضل الأشياء في هاته الدنيا. إذ ذاك تستطيع أن تعيش دون أن يطاردوك حقد دفين وتستطيع أكل الخبز دون أن يكون طعمه طعم المرارة التي تسوس خبز يومنا وتستطيع في الأزقة اشتراء ما تشاء من صحف دون أن ترى أو تستدير يمنة ويسرة وتستطيع أن تسير باطمئنان دون أن تخاف من رقيب يقلقك وتستطيع أن ترتاد السينما لرؤية الأفلام كالتي يراها الناس الآخرون غيرنا في غير أرضنا وتستطيع ذات يوم، سيدي أن تستطيب الابتسام والغناء دون أن تخاف من أن يهوى عليك سقف بيتك الأمين ولكن سيدي من أجل ذاك كله من أجل أن تخطط الرسائل دونما تفتيشها لدى الشباك لكي تسطيع أن تسافر في كل أرض العالم من دون أن يعرضوك للبحوث والسؤال لكي تسطيع الجهر: أن قلبك الكبير يحب السلم دون أن يحاكموك يسجنوك طول العمر لكي تسطيع كل ذاك سيدي فمن أحق الواجبات أن تجيء للكفاح هنا بجانبي أرجوك لا تدعني ها هنا وحيداً أرجوك أن تكاثف الجهود ففي الأخير باب بعده الزقاق وبعد ذلك الزقاق توجد الحقول ويا لجودة الهواء خارج الحديد والحجر!! وفي الختام.. هاته أشياء نحن ملزموم برميها في مدرج التخيلات عندنا فنحن بعد لازلنا لم ننشق الهواء..