يعاني لاعب المولودية الوجدية السابق، عمر بنستيتي مرضا نفسيا من جراء صدمة تعرض لها وهو يتأهب لدخول إحدى الحمامات التقليدية بوجدة، حيث اجتاحته أزمة نفسية أحس على إثرها أن له رغبة في الانتحار، لكنه سرعان ما استفاق منها وغادر الحمام متوجها إلى المسجد ومنذ ذلك الوقت وهو لا يفارق المساجد محافظاعلى كل الفروض في وقتها، كما لا يستطيع السير بمفرده مخافة أن تراوده فكرة الأذى بنفسه لعدم القدرة على توفير مصاريف علاجه. وكغيره، ممن يمكن اعتبارهم من المخلفات البئيسة للذاكرة الكروية الوجدية بل والرياضية الوطنية، وبحكم ما أسداه في ريعان شبابه من خدمات أبان فيها عن نكران للذات وإخلاص لوطنه، فإن يواجه اليوم النسيان، والإهمال لكن كل ما يتمناه هو أن يرى أبناءه في أحسن حال حتى يتمكنوا من العيش في حياة مستقرة. اشتهر كثيرا بلقب بتي عمر نظرا لقامته القصيرة وبنيته الضئيلة، وكذلك سرعته الفائقة في المراوغة ومداعبة الكرة، كان لاعبا نشيطا يجد متعته في انسلالاته كالبرق بين مدافعي الفرق التي تواجهها المولودية، ولم تكن الابتسامة تغادر محياه حتى وهو يراود الكرة، كان محبوبا من طرف الجمهور الوجدي وكان الكل يهتف باسمه بل وفي سائر مدرجات الملاعب الوطنية حيث كان اسمه معلوما عند الجميع. تدرج عمر بنستيتي بين جميع فئات فريق المولودية الوجدية من صغارها الى كبارها، حيث لفت الأنظار وعمره لا يتجاوز 18 سنة و ذلك سنة 1964، وتمكن من أخذ رسميته وسط عمالقة كرة القدم الوطنية آنذاك الذين صنعوا أول أمجاد المولودية الوجدية وجاور كلا من المراحيم الحارس الداي والمداني والعربي، وكذلك موسى الجناح الأيمن الفريد من نوعه، ثم رمضان ومغدر والفيلالي والعزاوي والصديق وبوزيان ومرزاق، لكنه بقدر ما كان يسعد كل الجماهير ويمتعهم بمداعبة الكرة، بقدر ما كانت تلازمه الحالة المزرية لعائلته والتي كانت تشكل هاجسه الأول برغم اشتغاله آنذاك كساعي مؤقت بنيابة التعليم، حيث كان يتقاضى 310 دراهم، لم تكن تغطي متطلبات العائلة، ليجد نفسه مضطرا للابتعاد عن الكرة طالما أنها لم تقدم له ما قدمه لها وفكر في الهجرة الى فرنسا لتحسين وضعيته المادية، الشيء الذي تأتى له سنة 1970 حيث لعب لفريق ريد سطار الفرنسي لمدة شهرين، بعدها تمت المناداة عليه من المغرب من طرف فريق مكتب التسويق والتصدير الذي كان يمارس بالقسم الوطني الثاني بعد تلقيه وعدا بتوظيفه وبراتب يمكن أن يعيل به عائلته حيث كان يتقاضى 700 درهم، لإضافة إلى الحوافز لمدة سبعة عشر سنة الى غاية سنة 87 بعد أن تم طرد 860 عائلة في زمن الخوصصة، وكان واحدا من بينهم ليجد نفسه عرضة للضياع ويجد نفسه عاطلا عن العمل والكرة، لمدة تزيد عن العشر سنوات، وكانت إحدى الشركات المختصة في توزيع الأدوية أخر محطة اشتغل بها كعامل، قبل أن يتقاعد في سن الستين بدخل هزيل لا يتعدى 1650 درهم شهريا يعول به زوجة لا تعمل وثلاثة أولاد وبنت كلهم يعانون من العطالة. كما يقتسم «دار الورثة» مع خمسة من إخوته طالما هددوه بالإفراغ.