عرفت مدينة مراكش بصفة خاصة وحركة المقاومة ببلادنا رجلا ساهم في بناء وتأسيس العمل من أجل الحرية والاستقلال وكان من أبرز المقاومين الى جانب حمان الفطواكي وعمر الساحلي وسي محمد السوسي ومولاي مبارك الناجي ومولاي الشافعي والحسين البزيوي ولحسن أماراغ والشهيد أحمد أقلا والشهيد علال بن احمد الرحماني ولحسن الروداني وعلي وأحمد رضوان ومحمد العربي القهوجي وعبد الكريم المسفيوي... إلخ. إنه أبو فراس الحاج بوجمعة الذي توفي يوم الخميس 05 مارس 2009 ودفن يوم الجمعة 6 مارس 2009. لقد سخر الفقيد كل إمكانياته وطاقاته بما في ذلك الشخصية لإنجاح كل مهمة يكلف بها أو يقوم بها بشكل تلقائي بمراكش أو البيضاء، بحيث عرف بمهنته (سائق طاكسي) في كل المحطات لكنه أكثر من سائق إنه صلة وصل، إنه صاحب المهمات الصعبة، إنه المتتبع لتحركات الاستعماريين باستعمال مهنته، إنه المجند، لإمكانياته لنقل السلاح أو بعض أفراد المقاومة أو أسر المقاومين من منطقة الى أخرى ومن مراكش نحو البيضاء إنه المخلص لبلاده. تعرض للاعتقال أكثر من مرة كان آخرها الاعتقال الذي أدى الى الحكم بالإعدام على حمان الفطواكي الذي اعترف ليرفع الحمل عن أصدقائه. الحاج أبو فراس ارتبط بحزب القوات الشعبية وبرجالاته وكان منزله بمراكش مكانا للتواصل والاتصال بين رجالات المقاومة طيلة السيتينات وحتى وفاته، كان منزله مفتوحا أمام الجميع ويسع الجميع.... وارتبط عاطفيا بالمقاومين وأسرهم... وكان من أحبهم إليه وأكثرهم التحاما به الفقيد المتوكل عمر الساحلي، فلا يمر عمر الساحلي من مراكش إلا وهو بمنزله الثاني ولا يعود الى تارودانت إلا وهو عند أخيه الحاج بوجمعة وكل من يريد رؤية الساحلي يحج لبيت أبو فراس وكلما أتيحت أية فرصة للمرحوم أبو فراس إلا ويحل بمنزله بتارودانت سواء في المناسبات العائلية أو زيارات الأخوة برغم مرضه وتعبه حضر يوم وفاة الساحلي ولم أر قط رجلا في مثل سنه وهيبته يبكي صديقه وهو واقف أمام رأسه قبل خروج الجنازة مخاطبا إياه آه سيدي عمر، رحمك الله سيدي عمر. الفقيد أبو فراس الوفاء له يتطلب منا أن نذكر ببعض محطاته متمنين من المندوبية السامية للمقاومة أن تنظم له تكريما وندوة تعرف بجهاده ونضاله حتى يحتفظ الجيل الحالي بصورة واضحة عن محرري البلاد من كل أشكال الاستعمار. إن الحديث عن المقاومة يحيل دائما الى الحديث عن دور الدارالبيضاء الكبرى في بنائها وتطويرها وقيادتها وكذا دور مراكش لتحريك المنطقة ككل وإعطاء دورإشعاعي مركزي الى جانب البيضاء ونسوق الوقائع التالية أمام الجميع. بعد لقاء بين عمر الساحلي ومولاي عبد السلام الجبلي وحمان الفطواكي بمنزل مولاي مبارك الناجي كلف بوجمعة أبو فراس بنقل عبد السلام الجبلي الى ضيعة المرابطين لحمل القنابل ولولا لطف الله لفشلت العملية ذلك أن الدرك أوقف السيارة، كان عبد السلام الجبلي متخفيا في زي امرأة وطالب من حسن الصغير أن يعود قرب زوجته خلف السيارة. وكان موضوع العملية التحضير لاغتيال الكلاوي وحاشيته بمسجد الكتبية. 26 غشت 1954 تعرض أبو فراس للاعتقال وعمر الساحلي ولحسن السباعي والشهيد علال بن احمد الرحماني ومجموعة المرحوم محمد بن ابراهيم الضرير التابعة لحمان الفطواكي. وفي زيارة للمرحوم أبو فراس لوالدي عمر الساحلي الاسبوع الاول من أكتوبر 2001 جاء في حديثه أنه تم إجراء مقابلة بالسجن أمام المحققين بين الساحلين والفطواكي ووجه الاول باعتراف الفطواكي الذي أقر بأنه على اتصال به وأنه يحرر له المراسلات وأنكر الساحلي أقوال الفطواكي جملة وتفصيلا وأن معرفته به سطحية ناجمة عن التقاء عفوي بأحد المحلات بسوق مراكش. العمليات التي عرفتها مراكش بفضل رجال المقاومة والتي ساهم فيها الفقيد بشكل مباشر أو غير مباشر نذكرها باختصار وفاء لروح الفقيد. 1 محاولة تنفيذ عملية فدائية بمسجد الكتبية ضد الكلاوي الجمعة 5 فبراير 1954. 2 خمس قنابل بالكتبية ضد الكلاوي يوم 19 فبراير 1954. 3 عملية بالقنابل في بريجة 5 ماي 1954. 4 قنبلة مقهى »كافي فرانس« على مفتشي الشرطة. 5 حادثة ضد مقدم الرحبة القديمة الاربعاء 21 أبريل 1954. 6 قنبلة »كافي« مقهى كلاص في اليوم لم تنفجر. 7 قنبلة كافي فرانس على السطح الاثنين 26 أبريل 1954 وأزيد من 18 عملية أخرى منها: حادثة ضد الجنرال (دوتفيل) الاحد 20 يونيو 1954. حادثة اغتيال الطاغية القبطان (تيفان ريدس) الجمعة 23 يوليوز 1954. 3 مارس 1955 سيلتحق من جديد أبو فراس بالعمل فور مغادرته السجن بعد أن قضى به 6 أشهر ويرجع الفضل الى نكرانه المنسوب إليه ليكون الحكم مخففا، ولقد كلف عمر الساحلي الاخ محمد السوسي لفك حجز سيارة أبو فراس بدفع مبلغ 60.000 فرنك فرنسي، ولقد قام الحاج بوجمعة بتهريب زوجة المرحوم الساحلي وأبنائه فاطمة وعائشة وسي محمد رحمه الله من مراكش الى البيضاء ليرسلوا لاحقا الى سيدي إيفني. إن الحديث عن أبو فراس الرجل / الوطني/ التقدمي/ السلفي/ القومي/ الشعبي/ الوفي، حديث لا يمكن أن تحصره هذه الكلمات . فرحم الله سيدي بوجمعة أبو فراس وجمعه مع عمر الساحلي والفطواكي والزرقطوني وكل الشهداء بجنة الفردوس الى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم آمين. وعزاؤنا وكل أفراد الأسرة الزوجة شفاها الله والأبناء والبنات والأحفاد. وإنا لله وإنا إليه راجعون.