يبدو أن « شهية» بعض من أوكلت لهم مهمة تدبير الشأن المحلي بعين حرودة، في استنزاف خيراتها وتبديد إمكانياتها، لا حدود لها، وتزداد تفتحا يوما بعد يوم، بعيدا عن إيلاء الجماعة وسكانها الاهتمام اللازم والمفروض! وتبين من خلال كل المعطيات التي حملتها وثيقة الحساب الإداري لسنة 2008، خصوصا في خانة المصاريف، أن «أموال» الجماعة تصرف في كثير من الأحيان في غير محلها، وبطرق لا تنعكس تماما على مستوى تنمية المنطقة، أوتحسين محيطها! في هذا الإطار، حبذا لو توفرت لجميع سكان عين حرودة نسخة من هذا «الحساب الإداري» العجيب، لكانوا وقفوا على حقيقة «مؤهلات» واضعي هذه الوثيقة من مسؤولي الجماعة، الذين لايكثرتون ، فيما يبدو، إلا بتحقيق مصالحهم الذاتية على حساب جماعة ظلت ، منذ أمد طويل، بعيدة عن أي ركب للتطور أو التقدم! في أحد عناوين الاعتمادات الخاصة بالمصاريف، نجد مثلا أن قيمة ما تستهلكه المكالمات الهاتفية للجماعة تصل إلى 20 مليون سنتيم سنويا! بمعنى أن الجماعة تستهلك حوالي 600 درهم يوميا مقابل هاتف.. لايستعمله إلا الرئيس! وفي عنوان آخر، توضح وثيقة الحساب أن مصاريف الوقود تتجاوز 80 مليون سنتيم في السنة، علما بأن الجماعة منحت كل آلياتها وشاحناتها لشركة النظافة التي تعاقدت معها قبل سنة! فهل الأمر يتعلق ب «كرم» من الرئاسة، بالنظر إلى الظروف والملابسات التي مُنحت فيها صفقة النظافة لتلك الشركة ، ومعها آليات الجماعة، ليتم التبرع عليها أيضا بالوقود والبنزين؟ في جانب آخر، وخلافا لكل النداءات الداعية إلى الاهتمام بالجانبين الثقافي والرياضي، وعكس ما جاء في الرسالة الملكية للمناظرة الوطنية للرياضة في أكتوبر الماضي، فالرئيس رفض التأشير على أي اعتماد يخص هذين الجانبين، مع أن عين حرودة تحتاج كثيرا إلى دعم محيطها الثقافي والرياضي الذي يئن تحت سوط الخصاص والإكراهات المالية والبنيوية والتجهيزية! «حان وقت التغيير».. هو ذا الشعار الذي بدأ يردده العديد من سكان عين حرودة بالمحمدية. هي قناعة بدأت تترسخ لدى الجميع، منهم من يحملها في «باطنه» ولا يجرؤ على الإفصاح عنها، ومنهم من أعلنها صراحة وأجهر بها أملا في الحصول على الخلاص.. خلاص بلدة وجدت نفسها محاصرة منذ أمد بعيد، ومقيدة بسلاسل الجهل والتخلف التي وضعها بإحكام في كل محيطها أولئك من أوكلت لهم، للأسف، مسؤولية تدبير شؤونها وأمورها. ماذا تغير في عين حرودة.. نفس العناوين لاتزال حاضرة، تجسد للتخلف ولغياب أية نظرة حداثية تروم تحقيق التطور في مختلف مجالات وقطاعات المدينة! نفس المظاهر حاضرة، الفقر والعوز، الفوضى والتسيب، الإهمال والقهر. ونفس العقليات المكلفة بالتسيير لاتزال تجثم على النفوس، بأساليبها «غير الشرعية»، وبطرقها الضبابية في الوصول إلى امتلاك مفاتيح أبواب الجماعة! ويبدو أن نفس الأساليب عادت مجددا للظهور في الساحة بعين حرودة.. فالجميع يعاين قيام بعض مسؤولي الجماعة بحملات انتخابية سابقة لأوانها ، مستغلين آليات البلدية، مع تسخير بعض أعوانهم ومساعديهم!