معارك بالعصي والسكاكين.. اعتداءات على المواطنين.. جروح وإصابات.. تهديدات ووعيد.. هو ذا المشهد الذي يتكرر يوميا في عين حرودة التابعة لعمالة المحمدية، في هذه الفترة التي تسبق موعد الانتخابات الجماعية القادمة! لايمر يوم بعين حرودة دون أن يسجل فيه حدث «عدواني» مرتبط بالمناوشات والتطاحنات الانتخابية، بين مجموعة من «السماسرة» المسخرين من طرف بعض مسعوري الانتخابات.. بل لقد امتدت حالات الاعتداءات والتحرشات إلى خارج عين حرودة، وتحولت مواقعها، في تحد صارخ لكل السلطات، إلى محيط المحمدية.. وعلى مقربة من مقرات السلطات المحلية والأمنية التي تظل، في سلوك غريب، مكتفية بلعب دور المتفرج بعيدا عن اتخاذ أية إجراءات لوقف هذا «الخطر الانتخابوي» الذي يلف جماعة عين حرودة ويحاصرها ويشل حركات «تحررها وتغييرها»! آخر نموذج قدمته «فتوات» المعركة الانتخابية، جرى في مدينة المحمدية، وداخل فضاء عمومي، في بحر الأسبوع الماضي، حين تهجم أحد المنتسبين إلى حزب «عرشان» مؤازرا ببعض أتباعه و حراسه الشخصيين، على مواطنين يضعهم في خانة معارضيه، مستعملا ذلك الأسلوب «العرشاني» الذي يحن للعهد السلطوي القديم، مما خلف فوضى وارتباكا في فضاء مسرح الحدث، حضرت على إثره مصالح الأمن، لتدون معطياتها.. وتغادر المكان، في انتظار متابعة الإجراءات التي يبدو أنها ستسقط وتنمحي، كما هي العادة في مثل هاته «المعارك الانتخابوية»! بطل هذا الحدث الأخير «ح .ح» الذي لم يتردد في استعمال كل الوسائل غير المشروعة في سباقه نحو محطة الانتخابات القادمة بعين حرودة، تتردد أخبار تؤكد نية أفراد أسرته وعشيرته، اللجوء إلى القضاء للحصول على حكم للحجر عليه، على اعتبار افتقاده للأهلية والقدرة على حسن التصرف وهو الذي بدد الكثير من أموال الأسرة بدون حسيب ولا رقيب، طمعا في الحصول على مقعد في دائرة المسؤولية المنتخبة بعين حرودة! والواضح، أن ما يجري في منطقة عين حرودة، يثير الكثير من التساؤلات حول التجاوزات التي تتم في غياب تدخل صارم من طرف السلطات المعنية، خصوصا أن ما يحدث يجرى أمام أنظارها، بل وفي حالات عديدة بحضور بعض أفرادها.. والواضح أيضا، أن «قوة» بعض «السياسيين» بمختلف مواقعهم من مسؤولين حاليين في الجماعة والمجلس، أو بعض الطامحين لخلافتهم، تجاوزت وفاقت «قوة» السلطات المحلية والإقليمية.. وقد تأكد أن الغلبة والقوة هي ل «فتوات» الانتخابات، ولنقط حضورهم التي تنطلق منها تحركاتهم كتلك المقهى الشهيرة التي يلقبها البعض ب «البيت الأبيض» لعين حرودة.. وعلى ذكر تلك المقهى، فمباشرة بعد نشر مقال بخصوصها بجريدة «الاتحاد الاشتراكي» في أحد الأعداد السابقة، انهالت على الجريدة العديد من الاتصالات الهاتفية أشارت في مجملها إلى كون عين حرودة لا يوجد فيها «البيت الأبيض» فحسب، بل هناك مقهى أخرى أكثر قوة وحضورا، ويمكن وصفها ب «كونغريس» عين حرودة، والأمر يتعلق بمقهى في ملكية شخص يلقب ب «الباش» وهو من المقربين لرئيس الجماعة، جعل من مقهاه، مقرا يجتمع فيه «مستخدمو الرايس» الذين يشغلهم لصالح دعايته الانتخابية، يأخذون من تلك المقهى «التعليمات والأوامر» قبل الانطلاق في «معاركهم الانتخابية» اليومية!