ليست كل لعبة تنتهي بسلام. هناك ألعاب خطرة لايشعر لاعبوها بخطورتها الا مع نهايتها سيناريو الاختطاف بدأ منذ شهر داخل مدينة دمنهورالمصرية . بطلته فتاة اسمها صابرين طالبة بالثانوي الفني فتاة مدللة كل طلباتها يستجاب لها بسرعة قياسية والدها تاجر سيارات معروف بالمدينة لها الحرية التامة تخرج متى تشاء وتعود متى شاءت ؟! والدتها مزهوة بها وتلبي لها كل طلباتها معروفة في المنطقة التي تسكن بها بعلاقاتها المتعددة بالرغم من صغر سنها!.. تذهب الي المدرسة في الصباح وتعود بعد الظهر ثم تخرج مع صديقاتها.. مستواها الدراسي ضعيف ورغم ذلك تقبلت امها نتيجة الامتحان بمنتهي السلبية لكن الابنة طلبت ان تأخذ مجموعة دروس خصوصية استعدادh لاداء الامتحان في نهاية الصيف.. استجابت الأم لها والأب غائب عن المنزل. تارة في عمله وتارة اخرى عند زوجته الثانية.. اعتادت صابرين علي الخروج كل يوم من الساعة الثالثة حتي السابعة مساء بحجة الذهاب للدروس الخصوصية لكن هذا اليوم كان مختلفا بالنسبة لها. توجهت الي هاتف عمومي وطلبت أحد أصدقائها اخطأت صابرين الرقم الذي طلبته فوجئت بشخص اخر يرد عليها دار بينهما حوار سري. من أنت ؟ أنا أحمد من القاهرة. اعتذرت لصاحب الرقم عن هذا الإتصال الخاطىء لإنها ركبت الرقم غير الرقم المطلوب فقبل إعتذارها وشاركها الحديث حتى أنها سلمته رقمها وبدأت تتصل به. بدأت بلعبة بينها وبين صديقها الذي هربت بسببه من البحيرة الي القاهرة وعندما تأخرت في العودة عدة أيام اتفقت معه علي سيناريو الاختطاف وطلب الصديق فدية من اسرتها لكي يطلق سراحها!.. لم تدرك التلميذة المراهقة ان جريمة الاختطاف من الجرائم التي تزعج رجال الأمن.. ولم يتخيل عقلها الصغير ان لعبتها هذه ستنتهي بمأساة وفضيحة لها ولأسرتها. وبعد أيام اتصلت به مخبرة أياه انها مصممة على الفرار فوافقها على هذه الخطة . عادت صابرين الي المنزل سعيدة في هذا اليوم وفي اليوم التالي عاودت الاتصال بصديقها الجديد مرة أخرى اخبرته بكل شيء عن حياتها وعن اسرتها وعن مدرستها اعطته ارقام كل الهواتف بدء ا من المنزل الى الشركة فالوالدة .عرف عنها كل شيء ونشأت بينهما قصة حب من خلال الهاتف . أخذها أحمد من كل اصدقائها.. بعدها بأيام طلبت منه الحضور لمدينة دمنهور لمقابلته وبالفعل لبي لها طلبها وقام بزيارتها وقضي معها يوما تعرف عليها عن قرب وتعلقت به أكثر وأكثر واستمرت الاتصالات بينهما في مواعيد ثابتة اثناء وجودها خارج المنزل. ايقنت المراهقة انها لن تقوي علي الابتعاد عن صديقها أكثر من ذلك اتصلت به صباح ذات يوم واخبرته بانها تمر بحالة نفسية سيئة وتريد رؤيته.. اتفقت معه علي السفر الي القاهرة وبالفعل عادت الي المنزل وفي ميعاد الدرس الخصوصي ارتدت ملابسها وحملت كتبها وودعت والدتها كعادتها كل يوم وبدلا من التوجه الي المدرسة ذهبت الي موقف سيارات الأجرة واستقلت اول سيارة اجرة الي القاهرة. وعندما وصلت كان هو في انتظارها.. قابلها بترحاب وتوجهت معه لإحدى الحدائق.. طاف بها شوارع وميادين القاهرة في جولة سياحية وعندما اعلنت الساعة منتصف الليل توجه بها الي شقته واحتفل بها حتي الصباح. وعندما استيقظت صابرين من نومها.. جلسا معا وقاما بوضع سيناريو الاختطاف منحته رقم الهاتف الخاص بوالدها.. خرجت معه الي الشارع وطلبت منه الاتصال من هاتف عمومي وبالفعل اتصل الشاب بوالدها في شركة السيارات الذي يمتلكه واخبره في مكالمة قصيرة بان ابنته صابرين تم اختطافها وطلب منه انتظار اتصال ثاني منه ليخبره عن مكانها! لم يبد الأب أي اهتمام بالمكالمة ظن انها هزار سخيف من أحد معارفه او المتعاملين معه في تجارة السيارات واغلق السماعة.. عاد واخبرها صديقها بان والدها لم يعر اي اهتمام واخبرها بانها ليست مهمة لديه.. عادت صابرين واعطته رقم الهاتف المحمول الخاص بوالدتها وطلبت منه الاتصال بها.. أخبر الأم بان ابنتها مختطفة في القاهرة ويريد منها مبلغ الفي جنيه لاستردادها.. صرخت الأم.. وطلبت والدها بالمعرض واخبرته عن المكالمة التي تلقتها علي هاتفها المحمول. ايقن الأب خطورة الوضع توجه مع زوجته الي مديرية أمن البحيرة وقدما بلاغا للشرطة حكت الأم ما تم من حوار بينها وبين ابنتها قبل الاختفاء وسمع منها بعض التفاصيل عن حياتها وتصرفاتها وبناء علي توجيهات مدير الأمن تم تشكيل فريق بحث اشرف على البحث في العلاقات التي تقيمها الفتاة مع اقرانها . ورد اتصال بوالدة الفتاة طلب الشاب منها الحضور للقاهرة ومعها مبلغ الفي جنيه لاستلام نجلتها توجهت رجال الأمن للقاهرة واصطحب معها والدة الفتاة.. تلقت الأم اتصالا هاتفيا اخر وحدد المتحدث ميعاد أمام متحف المطرية.. تم نصب كمين بالاشتراك مع مديرية أمن القاهرة وقسم عين شمس لكن لم يحضر أحد! لحظات واعاد الخاطف الاتصال مرة اخرى على هاتف الأم وحدد ميعادا آخر وفي الموعد المحدد كانت الأم في انتظاره ومعها المبلغ المطلوب وعلى بعد خطوات منها كان ضباط المباحث ورجال الشرطة السريين يتابعون الموقف لكن لم يأت أحد! أربعة أيام قضاها الضباط في شوارع حي المطرية يطاردون المتهم ويراقبون جميع الهواتف العمومية بالشوارع خاصة أرقام الهواتف التي وردت على هاتف الأم المحمول! وفي اليوم السادس تلقت الأم مكالمة ابلغها نفس المتحدث ان ابنتها موجودة بموقف سيارات الأجرة بعبود. سارع ضباط المباحث الي هناك وكانت المفاجأة وجود الفتاة تقف بمفردها بالموقف.. تم القبض عليها وبمناقشتها اعترفت انها تعرفت من خلال الهاتف علي احمد مواليد 1974 ومقيم بعين شمس.. منذ شهر نشأت بينهما قصة حب.. طلب منها مقابلته كي يتعرف عليها واضافت الفتاة بانها لم تختطف ولكنها كانت تمر بظروف نفسية سيئة بسبب خلافات والديها المستمرة وزواج والدها من اخرى واهماله لها واشقائها وانها خلال الاتصال بينها وبين احمد شرحت له ظروفها وطلبت منه ان تسافر الي القاهرة.. توجهت اليه وتقابلت معه واصطحبها الى سكنه وطلبت منه ان تعود الي أهلها فقام بالاتصال بهما وابلغهما بمكان تواجدها. بعد استئذان النيابة توجه رجال المباحث وبرفقه الفتاة الي منزل المتهم وتم القبض عليه وبمواجهته أنكر ارتكاب واقعة الاختطاف وأقر بأن الفتاة حضرت اليه وانه فور وصولها اتصل بوالدتها واخبرها بمكان تواجدها بموقف سيارات الأجرة. واضاف بانه لايعرف شيئا عن الاتصالات الهاتفية او التهديدات في حين ان الفتاة اعترفت بانها اقامت عنده في شقته ومع صديق له عدة أيام تبادلا خلالها الغرام! تم تحرير محضر بالواقعة واحيل على النيابة العامة التي تولت التحقيق حيث استمعت لأقوال الفتاة ووالدها ووالدتها واستمع للمتهم الذي تبين من خلال التحريات انه حاصل على الثانوية وليس فوق مستوي الشبهات.. وجهت النيابة للمتهم تهمة هتك العرض بالرضا والمساومة والمطالبة بمبالغ مالية من اسرة الفتاة. المتهم بدى عليه انه نادم على ما قام به واضاف بانه لم يكن يقصد شيئا و أكد بانه كان ينوي الارتباط بها لكن اتهام والدها له بخطفها جعله يتراجع واضاف بانه لم يخطفها وانما جاءت اليه بمحض ارادتها. واضافت الفتاة بانها هربت من المنزل حتى تضع حدا لانصراف والدها عنها واشقائها واهتمامه بزوجته الثانية واضافت بانها فعلت ذلك من أجل الإهتمام بها وبعائلتها