بعد مقاطعة طلبة كلية العلوم بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بظهر المهراز بفاس لامتحانات الطور الأول خلال الأسبوع الماضي، قاطع طلبة كلية الحقوق البالغ عددهم 18 ألف طالب يوم أول أمس الخميس 12 فبراير الجاري الامتحانات ذاتها. وقد سجلت المقاطعة نسبة 100 % من المشاركة وذلك بالرغم من إقدام إدارة الكلية على توزيع مناشير تدعو الطلبة إلى اجتياز الامتحانات، متهمة فصيل الطلبة القاعديين (النهج المرحلي) بتحريض الطلبة ومنعهم بالقوة من ولوج الكلية ومن ثمة التوجه إلى مراكز إجراء الامتحانات، فيما رد الطلبة القاعديون بمسيرات حاشدة جابت أطراف كلية الحقوق وهم يرددون شعارات تدعو للمقاطعة وتشهر مطالب الطلبة المرتبطة بإلغاء نقطة الإقصاء الموجبة للرسوب، وتمكين جميع الطلبة من الامتحانات الاستدراكية، وإلغاء المراقبة المستمرة والحضور الإجباري، إضافة إلى مطالب مادية أخرى. هذا وقد شوهدت تجمهرات طلابية بعموم جميع المنافذ المؤدية من وإلى كلية الحقوق تستهدف الترويج المكثف لقرار المقاطعة للضغط على ادراة الكلية، وإرغامها على الإذعان لمطالب الطلبة التي لا تحتمل التماطل إن أرادت - بحسب قولهم-رئاسة الجامعة تدارك شبح السنة البيضاء الذي أضحى يهدد الجامعة بجميع كلياتها. وإلى ذلك أفادت مصادر عليمة بأن تحركات الطلبة المضنية لإنجاح قرار المقاطعة والذي ستستمر عمليات التعبئة له على مدى الأيام المخصصة لامتحانات الطور الأول،قد أربكت حسابات إدارة الكلية التي فشلت فشلا ذريعا - بحسب المتتبعين- في كسر شوكة المقاطعة، فيما لم يقو عميد الكلية على الصمود في وجه شعارات الطلبة التي تسببت له في انهيار عصبي حاد كاد يكلفه حياته.حيث سارع مجلس الكلية إلى استنفار أعضائه لعقد اجتماع طارئ لدراسة الموضوع واتخاذ ما يلزم من مبادرات مع الطلبة في محاولة لتدارك ما يمكن تداركه لدفع شبح السنة البيضاء عن الكلية، كما حدث مع طلبة كلية العلوم الذين عادوا إلى قبول اجتياز الامتحانات بعد تأخيرها عن موعدها بأسبوع.