ضمن تقليد رمزي وثقافي اعتمدته الدول العربية، في إطار جامعة الدول العربية ومن خلال المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، فقد اختار وزراء الثقافة العرب مدينة القدسالمحتلة عاصمة للثقافة العربية لسنة 2009. وأكد القرار على أن الاحتفاليات الخاصة بهذا الحدث، بكل ما تعنيه من أبعاد رمزية ونضالية متضامنة مع الشعب الفلسطيني الصامد، لن تكون موقوفة فقط على مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية، وإنما ينبغي أن تقام طوال سنة 2009 في مجموع البلدان العربية بدون استثناء. والمملكة المغربية التي سبق لها أن احتفت بالرباط كعاصمة للثقافة العربية سنة 2003 عبرت عن التزامها باحتضان جملة من الفعاليات والمبادرات التي تخلد هذا الحدث، خصوصا وأن بلادنا ترأس لجنة القدس، وتلتزم بأفق القضية الفلسطينية والكفاح المتواصل، رسميا وشعبيا، من أجل استقلال فلسطين وحرية شعبها المجاهد، وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وبالتأكيد، فإن إلحاح الأمة المغربية، بهذا الأفق هو الذي يجعل المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء في دورته الحالية (الدورة15) في مقدمة التظاهرات الوطنية المغربية التي تخلد هذا الحدث. وإذن، هناك رواق خاص بهذه المناسبة يشرف عليه مكتب مال بيت القدس، وتنظم أنشطة فكرية وأدبية بالمناسبة. كما يخصص يوم خاص بالقدس الشريف في هذا المعرض. كما التزمت وزارة الثقافة في المملكة المغربية بتعميم علامة التظاهرة (القدس عاصمة للثقافة العربية - 2009) في مجموع المطبوعات والمنشورات والملصقات. وسيتواصل هذا الالتزام المغربي من خلال إقامة ودعم عدد من الاحتفاليات واللقاءات الفكرية والإبداعية الخاصة بالقدس. والرهان بالطبع نضالي وإنساني، تعبوي جماهيري لتظل قضية القدس، والقضية الفلسطينية ككل متّقدة كالجمرة في الوجدان والوعي المغربيين خصوصا وقد جاءت معطيات العدوان الصهيوني الغاشم على غزة ليؤكد على ضرورة مواصلة الانخراط في أفق القضية، والالتزام بمستلزمات المعركة العربية الأكثر إلحاحا ومشروعية.