اختتمت نهاية الأسبوع الماضي فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية لسنة 2009 لتتمتع الدوحة، مع مطلع السنة القادمة، بالصفة الثقافية العربية لسنة 2010 كما أقر ذلك وزراء الثقافة العرب. وكما تم في افتتاح هذه التظاهرة خلال يناير الماضي، فقد منعت إسرائيل احتفالات الاختتام داخل مدينة القدس، وواجهت المحتفلين بالاعتقالات وكافة أشكال العنف المادي والرمزي. بل إنها خلال هذه السنة بالذات صعدت من عمليات الاستيطان والتهويد وأمعنت في التنكيل بالذاكرة والانسان. إسرائيل بمثل هذا السلوك تظل وفية لجوهرها الهمجي ولفكرتها القائمة على العداء للإنسانية. لكنها مع ذلك لم تستوعب بعد الدرس الفلسطيني الذي كتب بالدم الزكي. قد تهدم كل فلسطين أو تزج بها في المعتقلات، لكنها لن تتمكن من هدم فكرتها في الوجدان العربي والإسلامي. ابتداء من السنة القادمة لن تعود القدس عاصمة للثقافة العربية، لكنها ستظل دائما عاصمة للدولة الفلسطينية مهما كان الطريق إليها داميا ومؤلما.