منعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي المسؤولين العرب الذين شاركوا في انطلاق فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009 التي اطلقتها السلطة السبت من 5 مواقع في الوطن والمهجر من الدخول لمدينة القدس او المرور بها. ووصلت الوفود العربية الى بيت لحم جنوب الضفة الغربية التي شهدت السبت حفلا رسميا لانطلاق فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية من خلال طريق متعرج يسمى 'واد النار' لشدة صعوبة السير عليه ويوصل جنوب الضفة مع شمالها ووسطها. واوضحت مصادر فلسطينية ان اسرائيل رفضت الاحد السماح للوفود العربية الرسمية التي غادرت الاراضي الفلسطينية زيارة القدس او حتى المرور بها للوصول لاريحا حيث الحدود الاردنية لمغادرة مناطق السلطة. واوضح محافظ بيت لحم صلاح التعمري بأن السلطة تقدمت بطلب تصريح لسلطات الاحتلال للسماح لمسؤول كويتي بزيارة القدس والمرور بها للوصول الى رام الله الا ان اسرائيل رفضت. ومنعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي الاحد الشيخ فهد الأحمد الجابر الصباح رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي ورئيس اللجنة الأولمبية الكويتية السابق، من دخول القدس والصلاة في المسجد الاقصى. ومن جهته اوضح جبريل الرجوب رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني انه تم تقديم طلب للاسرائيليين منذ أكثر من أسبوع للسماح للشيخ فهد الصباح بدخول القدس، لكن الطلب قوبل بالرفض، معتبرا منع الاحتلال للشيخ الصباح من دخول القدس، بأنه رسالة للعالم أن المسجد الاقصى المبارك وكنيسة القيامة بالقدس رهينتان بيد الاحتلال، متهماً اسرائيل بشن حرب على الديانات السماوية، وطالب الاسرة الدولية والمجتمع الدولي بالتدخل لمنع هذه الاعتداءات. ومن جهته اعتبر حاتم عبد القادر مستشار رئيس الوزراء المستقيل الدكتور سلام فياض لشؤون القدس منع اسرائيل للشيخ فهد الأحمد والرجوب من دخول القدس والصلاة في المسجد الاقصى، تصرفاً استفزازيا يعكس حالة الهلع التي تنتاب المسؤولين الاسرائيليين حيال زيارة المسؤولين العرب للقدس. ووصلت إلى فلسطين عبر معبر الكرامة الحدودي مع الاردن وفود من الاردن والكويت وتونس والامارات، للمشاركة في احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009 رغم قرار اسرائيل منع اقامة اية فعاليات في القدس كعاصمة للثقافة العربية، الامر الذي دفع السلطة لاختيار مدينة بيت لحم المجاورة للمدينة المقدسة لتشهد الحفل الرسمي لاطلاق فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية. واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس السبت في كلمته بمناسبة انطلاق فعاليات القدس كعاصمة للثقافة العربية ان 'القدس مفتاح السلام للبشر وامل كل الفلسطينين والعرب'. وقال عباس ان 'القدس هي مفتاح السلام للبشر وامل كل الفلسطينين والعرب ودرة التاج وعنوان العدل والسلام' منددا ب 'تعذر اقامة الاحتفالية في مدينة القدس بسبب الاحتلال الاسرائيلي'، مؤكدا على 'ان سياسة التمييز والقهر وسلب الارض وهدم الاحياء والبيوت، وسياسة تزوير الماضي وتدمير الحاضر وسرقة المستقبل، يجب ان تتوقف كلها، اذا كان السلام يمتلك فرصة حقيقية على هذه الارض'. واضاف 'اقول لأمتنا واشقائنا دافعوا عن القدس وعن طابعها ومكانتها عاصمة لفلسطين وللتآخي والترابط الانساني ومفتاح السلام للبشر،اذا كنا نطمح الى عالم خالص من الحروب'. وقد اقامت السلطة عدة احتفالات السبت في مدن الضفة الغربية بمناسبة اعلان القدس 'عاصمة للثقافة العربية'، رغم ان اسرائيل منعت اقامة اي نشاط احتفالي في القدس حيث نشرت تعزيزات امنية في المدينة ومنعت تنظيم تظاهرات ثقافية من قبل السلطة الفلسطينية، وذلك بموجب قرار أصدره وزير الامن الداخلي الاسرائيلي آفي ديختر بالغاء وحظر فعاليات 'القدس عاصمة الثقافة العربية 2009' في مدينة الناصرة داخل الخط الأخضر وفي القدس. ورغم المنع الاسرائيلي الا ان الفلسطينيين تمكنوا من رفع رايات واطلاق بالونات في القدس ايذانا بانطلاق فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية في حين شوهد بعض الشبان الفلسطينيين وهم يرقصون في الشوارع ويلوحون بالاعلام.