بعد قضاء أيام معدودة في الخيام التي نُصبت من طرف الوقاية المدنية بساحة المصلى القديمة بدرب الحسنية بجوادي عمالة بن امسيك، قامت السلطات المحلية بالبحث عن «حل جذري لإيواء العائلات التي تم إخراجها من المنزل الذي كان على وشك الانهيار والسقوط»، خصوصا وأن عملية إصلاحه وترميمه كانت مستحيلة، باعتباره في ملكية مجموعة من «الورثة»، وقد تمكنت السلطات من نقل العائلات المنكوبة الى منطقة سيدي معروف بعمالة مقاطعة عين الشق، وسُلمت لهم أوراق ملكية شقق مع مفاتيحها ، وهي التي كانت مخصصة لإيواء سكان باشكو! . وحسب الأخبار المتدوالة، فإنه تم العمل على أن تكون أثمنة الشقق في متناول المتضررين / المستفيدين . ويعتبر هذا الإجراء «لافتا» لا من ناحية السرعة التي اتخذ بها القرار، ولا من ناحية إيجاد الوجهة الجديدة التي رحِّل إليها المنكوبون، ولاشك أن لذلك أسبابا ، حسب متتبعين للملف ، أهمها الاهتمام الإعلامي الكبير بهذه المأساة ، كما أن الخيام التي نصبت احتلت ساحة مهمة، جعلتها تستأثر بالاهتمام، إضافة إلى خشية السلطات من تغيير المتضررين للخيام بالقصدير أو أشياء أخرى! إنها خطوة استقبلها المتضررون بانشراح كبير، لأنها وضعت حداً لمعاناتهم، كما تعامل معها بشكل إيجابي بقية سكان المدينة، على أمل أن تتخذ السلطات المحلية في مناطق عديدة من الدارالبيضاء مواقف مماثلة أحيانا وأكثر تعقيداً أحيانا أخرى. فكم من تجزئة تنتظر وكم من مشروع لم يبرح مكانه ، علماً بأن المستفيدين قدموا «دفوعات» مهمة، وكم من عملية نصب واحتيال ذهب ضحيتها مواطنون لحسن نيتهم، وكم من قضية من قضايا البناء والعقارتنتظر الإفراج عنها ، لتبقى المدينة في منأي عن توالي المآسي المتعلقة بالدور السكنية في هذه النقطة أو تلك من النفوذ الترابي للجهة .