أقدمت مؤخرا السلطات المحلية بعمالة مقاطعة بن مسيك، على إخلاء سكان دار بدرب الحسنية قرب المكان الذي كانت تقام فيه صلاة العيدين ب «جوادي»، خوفا من أن تنهار عليهم بعدما اتضح بأن بتلك الدار شقوقا بليغة. وحسب مصادر قريبة من العمالة، فإن هناك حوالي 30 عائلة، أي ما يقارب 106 أفراد، حسب الاحصائيات. هؤلاء المواطنون بين عشية وضحاها أصبحوا «لاجئين»، حيث نصت لهم خيام بمكان الصلاة (المصلى سابقا )من طرف الوقاية المدنية. وتجدر الاشارة إلى أن هؤلاء السكان كانوا يسكنون في «بيوت عشوائية» ، حسب ذات المصدر، داخل هذه البناية التي هي في ملكية مجموعة من «الورثة» مما جعل «الاصلاح أو الترميم بهذه البناية من باب المستحيل». عامل عمالة بن مسيك زار هذا المخيم ليطمئن ، حسب قوله، على قاطني تلك الدار، مؤكدا لهم خلال زيارته أن «عينه لم تعرف النوم إلا بعد أن استقروا بهذه الخيام»! لكن «العيون التي كانت مغمضة هي التي جعلت مثل هذه البناءات الآيلة للسقوط تنتشر هنا وهناك وتعمر كل هذه العقود » على حد تعبير بعض المواطنين! ما حدث بدرب الحسنية إنما هو إنذار مسبق للعديد من الحالات المتشابهة والتي من الممكن أن تحدث في أي ساعة وأي وقت نتيجة البناءات السرية أوالعشوائية التي يدعمها ويساعد على انتشارها العديد من «الفعاليات» التي تتمثل في أصحاب الشكارة للمزيد من الاغتناء والسماسرة الذين لا يراعون إلا مصالحهم ومصالح أصحاب العقار ثم بعض ممثلي السلطة المحلية انطلاقا من أصحاب الدرجات الدنيا إلى بعض رؤساء المصالح والمسؤولين الكبار، ولا تخلو ذمة بعض المنتخبين سواء البرلمانيين أو الجماعيين! وهذه الظاهرة لا تنحصر فقط بمقاطعة بن امسيك ، بل هي موجودة في كل العمالات والمقاطعات البيضاوية. ومهما حاولت الدولة للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة البناء السري في السطوح مثلا فإنها لن تستطيع ، إذا لم تقض أو تحد من مسبباتها ، وما اجتماع مديونة إلا خطوة أولى في هذا الاتجاه، حيث النتائج الايجابية لها ظهرت في منطقة الهراويين التي أظهرت التحريات الأولى تورط العديد من المسؤولين والمنتخبين. لتبقى عدة مناطق وجهات بالعاصمة الاقتصادية ذات فضائح في هذا المجال أكبر بكثير من الهراويين! وقد علمنا أن السلطات المحلية بالعمالة تعتزم توزيع العديد من الأغطية «مانطات» تساعد بها هؤلاء «المنكوبين» الذين ربما تطول إقامتهم بهذه الخيام خصوصا أن من بينهم من وضع أمام خيمته صحن التقاط القنوات الفضائية ، ومنهم من وضع مدخلا لباب خيمته من بعض «العباءات» مما يوحي بأن المقام سيطول !