في لقاء جمع عشرة أبناك من ضفتي المتوسط الشمالية والجنوبية، وفي إطار تفعيل المشاريع التي تم الاتفاق عليها على هامش قمة الاتحاد من اجل المتوسط الاخيرة ،عقد يوم 30 يناير بباريس لقاء حضره العديد من ممثلي الابناك من الضفتين الشمالية والجنوبية للمتوسط.وقد حضر هذا اللقاء بنكان مغربيان هما ( البنك العقاري والسياحي،التجاري وفابنك) وجمعية الامانة للقروض الصغرى وتشجيع المقاولات الصغرى وأبناك من مصر،فرنسا،لبنان،اسبانيا،ايطاليا وتونس بالإضافة الى الوكالة الفرنسية للتنمية والبنك الأوربي للاستثمار، وهو عدد محدود من الابناك في انتظار التحاق أبناك باقي الدول المتوسطية الأعضاء في الاتحاد والتي لم يثرها بعد هذا المشروع الاورومتوسطي.كما ان هذا اللقاء بين الابناك حضره المستشار الخاص لرئيس الفرنسي هنري غينو والذي كان وراء فكرة الاتحاد من اجل المتوسط من اجل توفير الدعم السياسي لهذا المشروع الاقتصادي. وقد اتفقت هذه الابناك الاورومتوسطية على العمل المشترك حول 20 مشروعا بالمنطقة، وذلك من خلال تمويل مشاريع البنيات التحتية الكبرى بالجنوب المتوسطي لكن هذه الابناك خاصة الفرنسية والاسبانية والايطالية أبدت اهتماما خاصا بتحويلات المهاجرين من المغرب العربي، والذين بتجاوز عددهم 4 ملايين نسمة بالبلدان الاوربية الثلاثة.وتعمل على استقطاب هذه التحويلات لتمر عبر ابناكها وكذلك مس فئات جديدة لم تندمج بعد في هذا النظام وتعتمد وسائل تقليدية في التحويل. كما ان هذه الابناك وعدت بتخفيض نسبة أرباحها من التحويل وتسهيل مرور السيولة بين حساب في بلد الاستقبال وآخر في بلد الأصلي. طبعا تحويلات المهاجرين عبر العالم هي من أهم موارد هذه الابناك المالية التي تقتطع ما بين 10 حتى 12 في المائة من قيمة الاموال المحولة، وهو رقم جد مهم اذا علمنا قيمة التحويلات عبر العالم والتي بلغت 250 مليار دولار حسب البنك الدولي سنة 2008 ومن اهم المناطق التي تعتبر مصدرا مهما لتحويلات المهاجرين هي بلدان الخليج العربي وليست اوربا . وتربح الابناك سنويا 25 مليار من قيمة التحويلات. والكل يتذكر كيف حاول الرئيس الامريكي جورج بوش استعمال هذه تحويلات للمهاجرين ضد بلدانهم الأصلية، وهدد البلدان التي تنتخب حكومات معارضة لسياستها بقطع هذه التحويلات عنهم. كما أن هذه التحويلات التي يبعث بها المقيمون الى أهلهم وبلدانهم الاصلية من اوربا ، هناك من يحاول استغلالها سياسيا، ويعتبر ان 10 مليارات التي تستقبلها بلدان المغرب الثلاثة ونصفها يستفيد منه المغرب، يمكنها ان تعوض المساعدات العمومية للبلدان الشمالية نحو الجنوب، مما بعني ان تحويلات المهاجرين أصبحت تسيل لعاب الابناك وكذلك السياسيين بالبلدان المستقبلة للهجرة. السؤال المطروح حول هذه التحويلات التي يقوم بها مغاربة الخارج: لماذا تمر عبر الابناك الخاصة وليس عبر مؤسسات او صناديق عمومية ؟ ولماذا لا يسير المغرب على منوال بلدان سبقته في هذا المجال، وكانت مصدرا للهجرة الى الخارج مثل ايطاليا،اسبانيا والبرتغال والتي أسست صناديق لهذه الأموال المحولة التي كانت تستعمل في المشاريع الكبرى لهذه البلدان ومن أجل تنميتها؟ . لماذا يترك المغرب هذه الاموال حتى الآن رهن اشارة الابناك الخاصة بدل استغلالها من طرف صناديق توجه الى المجهود التنموي وتجهيز البلد بالبنيات التحتية الكبرى التي ينهجها المغرب اليوم؟ السؤال المطروح هو كذلك غياب البنك الشعبي عن هذا اللقاء وما هي أسبابه، خصوصا ان هذا البنك المغربي كان ومازال هو الرائد في استقطاب تحويلات المهاجرين المغاربة حتى الان في حدود 60 في المائة.هل هناك إرادة في تجريده من هذا الامتياز من باقي الابناك الأخرى؟ أسئلة كثيرة لم يجب عنها هذا اللقاء الاورمتوسطي للابناك، بالاضافة الى غياب أبناك عدد كبير من البلدان المتوسطية.