ينظم المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان على امتداد يومين، ندوة وطنية حول سبل تفعيل البروتوكول الإضافي لاتفاقية مناهضة التعذيب وأنواع العقوبات أو المعاملة القاسية واللاإنسانية أو المهينة، وذلك «بغاية توفير مناخ التفعيل لبنود هذا البروتوكول». وإذا كانت هذه الاتفاقية تُعرف التعذيب بأنه أي عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد، جسديا كان أم عقليا يلحق عمدا بشخص ما قصد الحصول من هذا الشخص أو من شخص ثالث على معلومات أو على اعتراف »، فإنه في ظل واقعنا المغربي الزاخر بأصناف وأنواع لاحد لها من الألم ومن العذابات الشديدة ومن العقوبات والمعاملات القاسية واللاإنسانية والمهينة، فإن المرء يحار في أي نوع من التفعيل أو التأهيل يمكن أن نصل إليه في وقت يبدو فيه أن كل شيء خاضع للتعطيل أو التماطل أو «التعرقيل»! ولا نتحدث هنا عن العذابات التقليدية المعروفة والمألوفة لدى الحقوقيين، نتحدث عن التعذيب في القطارات، وآلام الحافلات القاسية والمهينة للكرامة البشرية، وآلام الطوابير في المستشفيات وفي المحاكم، وآلام المشردين والمطرودين أو المسرحين من المعامل والمصانع، أو غيرها من الآلام القاسية النفسية والعقلية والبدنية لتعذيبات أخرى تدعى «نظيفة»، لكن وإن كانت لا تترك آثارا على الأبدان، فإنها تترك ما هو أعظم في العقل وفي النفس وفي الروح.