خليل شاهين مدير مكتب الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بغزة - وهي جمعية مستقلة تطبق معايير التقييم والاشتغال المتعارف عليها بين المنظمات الدولية - اشتغل ليل نهار لوضع أول حصيلة انسانية متكاملة للعدوان الاسرائيلي على غزة طيلة 23 يوما ويؤكد أن عدد القتلى بلغ بالضبط 1285، 70% منهم مدنيون... { قمتم بإحصاء دقيق للضحايا حيا بحي، كم هو العدد؟ > عدد القتلى بلغ 1285 وعدد الجرحى 4336، حوالي 70% من القتلى مدنيون، و82,6% إذا ما أخذنا في الحساب رجال الشرطة المحلية التي لا تشارك في المعارك، وما يلفت الانتباه منذ البداية هو عدد الأطفال الذين قتلوا 280 طفلا وأصيب 1133 آخرين بجروح 26%. بالنسبة للنساء بلغ عدد القتيلات 111 وأصيبت 735 إمرأة. وكما نلاحظ فإن الأطفال والنساء يمثلون أزيد من %43 من العدد الإجمالي للضحايا. بل تم القضاء على عائلات بكاملها. { وماذا عن الخسائر المادية؟ > أزيد من 2400 منزل دمر بالكامل منها 400 بفعل الضربات الجوية. وأصيبت آلاف المنازل بأضرار كبيرة، يضاف إليها 28 بناية لوزارات وبلديات ومقر المجلس التشريعي، و60 مركزا أمنيا و30 مسجدا (أزيد من 15 مسجدا آخر تضرر جزئيا) 29 مدرسة دمرت كليا أو جزئيا، 121 ورشة أو محلا تجاريا و6 مصانع. دون أن نحسب الأراضي الفلاحية والبساتين... وأزيد من 350 ألف شخص اضطروا للفرار من منازلهم، بعض المناطق جرفت بالكامل، المنازل والبنايات تحولت إلى ركام. الجيش الاسرائيلي كان يبحث عن الاجتثات بشكل ممنهج ومقصود لقطاعات بأكملها من الحياة المدنية واجزاء كاملة من التراث،تعيد غزة عشرات السنين إلى الوراء. عمليات القصف كانت مجنونة وغزة مساحتها صغيرة: 365 كلم 2. وقمنا بعملية حسابية وجدنا أن كل متر مربع من أرض غزة تلقى ما معدله 5 كلغ من القنابل والمتفجرات. خمس كلغرامات للمتر المربع! { هل فعلا كانت هناك جرائم حرب؟ > إنه أمر بديهي، نقوم بالتحقيق والتقصي في حوالي 25 ملفا. نقوم بأبحاثنا حسب المعايير المعترف بها كونيا، ونحيلها على قانونيين في بريطانيا والولايات المتحدة ونيوزلندا وسويسرا وهولندا. وفي المجموع سيقوم بالبحث والتحقيق أزيد من 100 خبير ومحامي، ليس فقط في جرائم الحرب، ولكن أيضا في الاستعمال المفرط للقوة والعقوبات الجماعية وقصف المؤسسات الدولية والمساجد وحتى المؤسسات التابعة للكنائس المسيحية.. ونضع أيضا ملفات خاصة بالنسبة للأطفال والنساء الذين قتلوا في الهجوم. { ما هي أبرز جريمة حرب وقعت؟ > الجريمة التي ارتكبت في حق عائلة الساموني بحي الزيتون. الجنود الإسرائيليون قتلوا 22 شخصا من هذه العائلة من بينهم أطفال صغار، دمروا منزلهم، ورفضوا تقديم المساعدة للجرحى ومنعوا اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر من نقلهم، وكل هذه الأفعال تقع تحت طائلة الفصول 146 و147 من معاهدة جنيف. { ماذا تنتظرون في النهاية من المجتمع الدولي؟ > ننتظر أن يرسل الى غزة لجان تحقيق حول الجرائم التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين بما فيها استعمال الأسلحة المحظورة. نطلب منه أيضا أن يتابع العسكريين والقادة السياسيين الاسرائيليين الذين يقفون وراء هذه الجرائم. يجب أن يمنع المجتمع الدولي اسرائيل من مواصلة العقاب الجماعي الذي تخضع له غزة من خلال استمرار الحصار. عن ليبراسيون بتصرف