في إطار متابعتها لجرائم الحرب، والجرائم ضد الانسانية، التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي بغزة، ومن أجل التوثيق لهذه الجرائم، نظمت المنظمة المغربية لحقوق الانسان لقاء مفتوحا مع الأستاذ راجي الصوراني، رئيس المركز الفلسطيني للدراسات حول حقوق الانسان، وذلك بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط. الاستاذ الصوراني اعتبر مايجري في غزةمنذ 27 دجنبر ، من قتل وتدمير وترهيب، شيئا غير مسبوق منذ بداية النكبة. وأنه ليست هناك حرب ، ولكن هناك جريمة ممنهجة ضد المدنيين الفلسطينيين، الذين يوجدون في عين العاصفة. فالقصف يأتي من السماء بقنابل تزن اكثر من طن وهناك قصف من البوارج الحربية والدبابات .كل هذا الدمار وأوربا تتفرج ، وهي التي لاتقعد عندما تتم الكتابة على جدار كنيسة. واعتبر الدم الفلسطيني دما بشريا عليه أن يصان، لا أن يسفك في المدارس والمستشفيات والمساجد وتحت أنقاض المنازل. ومن أجل كل هذا، اعتبر الصوراني أن على أوربا أن تعي أنه ليست هناك ديموقراطية للأسياد فقط. واعتبر اللقاء المفتوح فرصة لإشراك الحقوقيين المغاربة الرأي من أجل التوثيق، في أفق متابعة وملاحقة مجرمي الحرب الاسرائيليين، على ما ارتكبوه من جرائم ضد الانسانية في غزة. وبخصوص مجلس الأمن، فقد أكد الصوراني بأنه ليس ناديا للمثقفين، بل هو مجلس لمناقشة قضايا السلم والأمن الدوليين. وعندما يكون مجلس الأمن مصدرا لقرار، فإن طبيعته ملزمة.وعندما لاتلتزم اسرائيل بقرارات مجلس الأمن،فعلى هذا الأخير تفعيل البند السابع. أما جامعة الدول العربية ، فقد اعتبرها الصوراني دون الحدث. وأنها لم تنهض لإيقاف آلام الفلسطينيين، وحقن دمائهم. ومقابل ذلك أشار الصوراني الى السند القوي الذي تلقاه إسرائيل من الولاياتالمتحدة، وأوربا ،وكيف تجد المباركة من قبل قواها السياسية وإعلامها. أمينة بوعياش، رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الانسان، اعتبرت اللقاء تضامنا معنويا ورمزيا مع الفاعلين الحقوقيين بغزة، ومع سكان غزة الذين يقنبلون يوميا من طرف الآلة العسكرية الاسرائيلية، وأنه لابد من توثيق الانتهاكات الجسيمة التي تعرفها غزة ،وأن التوثيق، جاء بعد أن دعت المنظمة المغربية لحقوق الانسان الأمين العام لمجلس الأمن من أجل إدراج وطرح هذه الانتهاكات على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لأنها تبقى المحكمة المؤهلة قانونيا ودوليا، لمتابعة مجرمي الحرب، مؤكدة أن كل مايجري في غزة تنطبق عليه كل هذه المقتضيات. وأشارت بوعياش الى أن المنظمة المغربية لحقوق الانسان راسلت أيضا الدول الأعضاء والاطراف في المحكمة الجنائية الدولية (اسبانيا، فرنسا، بلجيكا، الأردن) ،لتقديم شكاية في هذا الشأن. وأكدت بوعياش أن المنظمات غير الحكومية ،سترافع من أجل أن تصل الرسالة وتتم المتابعة في اطار المادة7 و 8 من نظام روما الأساسي. يذكر أن اللقاء المفتوح، حضره سفير دولة فلسطين بالمغرب وخديجة الرياضي عن الجمعية المغربية لحقوق الانسان ومجموعة من الحقوقيين المغاربة. وقال راجي الصوراني رئيس المركز الفلسطيني للدراسات حول حقوق الانسان بغزة في تصريح خص به «الاتحاد الاشتراكي» إن غزة كيمياء فلسطين بها تبدأ وبها تنتهي، وأضاف في تصريح للجريدة في أعقاب نهاية الزيارة التي قام بها الى المغرب، بدعوة من المنظمة المغربية لحقوق الانسان، قائلا إن المقاومة فاجأتنا بتلاحم وصمود كل الفصائل في وجه العدوان الاسرائيلي . وكشف الصوراني عن حجم جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في حربها العدوانية على الشعب الفلسطيني في غزة، مشيرا الى تهديم أزيد من 600 بيت فوق رؤوس المدنيين، وقصف الأحياء الآهلة بالسكان بمئات القنابل التي تزن الواحدة منها طنا ونصف، وترويع آلاف الأطفال والنساء والمدنيين بموت يهبط طيلة 22 يوما من السماء. ولكن كيف يمكن إدانة إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية؟ يرى الصوراني أن البعد التوثيقي لهذه الجرائم هو الخطوة الأولى، وهوالعمل الذي يقوم به الصوراني ورفاقه في الميدان. ويعتبر الناشط الحقوقي والمحامي الفلسطيني أن إعداد الملفات، بدءا من التوثيق بحرفية ومهنية وتحييد الانفعالات اللحظية، أمر بالغ الأهمية في هذا المجال، لأن إسرائيل لاتترك أي شيء للصدفة، فهي تقوم بإضفاء الغطاء القانوني على كل من يتورط في جرائم حرب في غزة ، فهي قد تسمح لعدد من المتورطين بالسفر بأسماء مزورة. كما أنها تستعين بخبراء على مستوى عال من الخبرة والحرفية . ويتوقع راجي الصوراني أن يصل عدد الملفات الفردية لضحايا هذه الحرب الى مئات الملفات، وهذا يعني أن عملا مضنيا ينتظر العاملين في هذا المجال خاصة بعد أن تضع الحرب أوزارها. وعلى صعيد آخر، انتقد راجي الصوراني موقف اتحاد المحامين العرب ، قائلا «لم يفعلوا أي شيء». وقال أمام هيئة محامي الرباط وبحضور النقيب ، وأمينة بوعياش رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الانسان «إن اتحاد المحامين العرب يجب أن يصفع». وعن دور الاعلام خلال هذه الحرب، ثمن الصوراني ماقامت به مؤسسة رامتان قائلا: «أرفع قبعتي لمؤسسة اسمها رامتان ، وعلى الاعلام العربي أن يستفيد من تجربة هذه المؤسسة وخاصة في مجال الصورة: «إن رامتان أعطت بعدا رابعا للاعلام العربي».