لم تمر الأحداث الدامية التي عرفها قطاع غزة خلال العدوان الأخير للآلة الهمجية الاسرائيلية على المواطنين الفلسطينيين، والذي خلف آلاف الضحايا من قتلى وجرحى ومعطوبين ، نساء ورجالا، شيبا وشبابا، وأطفالا رضع أبرياء، مرور الكرام على المغاربة بصفة عامة من مختلف الطبقات والشرائح، وعلى البيضاويين / البيضاويات بصفة خاصة، الذين سارعوا ، صغيرهم وكبيرهم ، إلى الاحتجاج بشتى الوسائل للتنديد بهاته الأعمال الإجرامية، والخروج إلى الشارع للتظاهر تعبيرا منهم عن استنكارهم وغضبهم لما لحق بإخوانهم ، معبرين عن تضامنهم ومؤازرتهم معهم. أشكال المساندة والتعاطف الشعبي ستتخذ صيغا مختلفة، استمرت في التناسل والاستمرار حتى بعد إعلان الانسحاب الاسرائيلي ووقف العدوان على غزة، إذ لم تكتف بعض مجموعات الدعم بمهاجمة المواقع الاسرائيلية على شبكة الأنترنيت وتخريبها، والدعوة إلى مقاطعة بعض منتجات الشركات العالمية المعروفة بدعمها وتعاطفها مع الآلة الصهيونية على الشبكة العنكبوتية، بل انتقلت إلى « الأرض» بالأحياء والأزقة البيضاوية التي شهدت في اليومين الأخيرين عملية توزيع منظمة وموجهة بشكل مدروس لعدد من المنشورات مختلفة الأحجام ، بلغ عددها 3 ، تدعو من خلالها الجهة الموزعة غير المعروفة! عموم المواطنين إلى مقاطعة «ماركات» عالمية في ميدان التغذية، المشروبات الغازية، البن، المياه المعدنية، السجائر، الهواتف النقالة، الألبسة والنسيج، مواد التجميل، شركات الانتاج السينمائية وبعض الفنادق...واللائحة طويلة بأسماء المواد المختلفة التي يوضح أحد الرسوم بأنها بأجمعها تحمل في مقدمتها رصاصة تخترق جسد طفل فلسطيني ! أحد هذه المناشير الذي حبل بصور معاناة الأطفال الفلسطينيين الذين لم يشفع لهم سنهم الطفولي ليجدوا أنفسهم مضطهدين، معتقلين ومقتولين ضدا على كل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية، جاء فيه « كل يوم وبدون علمكم ، يتم تمويل حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، حيث يُقتل إخوتكم وأخواتكم... حان الوقت لوقف منح نقودكم إلى شركات تدعم هذه المجازر، والآن وبعد معرفتكم بذلك لاتتواروا خلف عجزكم عن تغيير مقتنياتكم، فلتقوموا بالاختيار الصحيح»!