إحداث قناة رياضية تلفزيونية موضوعاتية لا يعني، بالضرورة، في العوالم السمعية البصرية العالمية، الاقتصار على بث البرامج الرياضية الخالصة من منافسات وتظاهرات وطنية ودولية فقط، أو إنتاج برامج ينصب موضوعها على التحليل والتفسير وإعادة التفسير والتحليل والنقد ونقض النقد!!.. إنما يعني، كذلك، خلق فرجة سمعية مرئية بعيدة - قريبة من الرياضة، لأجل تكسير الروتين وإبعاد الملل الذي قد يصيب المشاهد نتيجة عسر الهضم من التتبع المسترسل لنفس المشهد والتذوق من نفس الطبق، خصوصا إذا كانت المادة الرياضية التلفزيونية المقدمة إليه غير ناضجة وغير معدة بالشكل المطلوب على مستوى رقعة الميدان، كما هو حال رياضتنا الوطنية هذه الأيام، التي تعيش على إيقاع الهزائم والنكبات، والرمي بالمسؤولية إلى هذا الطرف وذاك.. وبالضبط كرة القدم، كرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة.. التي تجد لها موطئ قدم واسع وكبير في قناتنا الثالثة «الرياضية». فعلا، عشنا تجربة تلفزيونية جيدة سابقة، على هذا الصعيد، في قناة «الرياضية» في رمضان الماضي من خلال برنامج «الكاميرا الخفية» التي اختصت في مادتها في «تصيد» أهل الرياضة المغربية من لاعبين ومسيرين ومدربين.. وإيقاعهم في «الشباك».. كانت اللحظة تلك، استثنائية فرجوية في طريقة إعدادها، أسلوب أدائها، لكن الأهم في كيفية تقديمها إلى المشاهد الذي اكتشف، من خلالها، الوجه الآخر من العملة، الوجه الخفي من الرجال الذين يتعاطون مع المجال الرياضي الوطني تسيير وتدبيرا وممارسة.. ويمثلون بها الألوان المحلية والوطنية .. أي «اسكتشاف» طريقة التعامل مع الطارئ الذي قد يقعون فيه الذي ينبغي أن تسود فيه «روحهم »الرياضية!! إلا أن تلك «الروح» إذا كانت «تسيدت» في بعض الحلقات، فإنها في البعض الآخر غابت وانعدمت.. حاليا، تجربة أخرى وليدة تدخلها «الرياضية» لتكسر بها نمطية برمجتها التلفزيونية الاعتيادية، ليس بكاميرا خفية، وليس ب«الإيقاع!!» بالرياضيين..، ولكن ببرنامج استطلاعي - استرجاعي ل«التاريخ الرياضي» لبعض الفنانين المغاربة الذين كانت لهم بصمة ذاتية محلية، إقليمية، جهوية.. على رياضتنا الوطنية قبل أن يتخلوا، بالمرة، عن فضاءاتها ومسالكها .. هي تجربة تحمل عنوان «الوجه الرياضي» يقوم محتواها على النزول في ضيافة فنان مغربي لأجل أن تفتح معه باب«الحنين» إلى ذكريات مضت.. ماض رياضي لا يعرف عنه المشاهدون أي شيئ، مضمر في خفايا مسيرة الحياة العادية، وهنا وجه الجديد تلفزيونيا فيها، فكرة وإعدادا،.. فمن خلال روبورطاجات وشهادات حية.. كانت هناك «جلسات» استكشافية لعوالم صنف من الأشخاص لهم تجارب «ازدواجية» في إبداعاتهم الذاتية، حيث عشنا بدءا تجربة عبد الخالق فهيد «الفكاهي» مع قفاز الملاكمة، ثم ثانيا تجربة الفنان مصطفى بوركون مع كرة القدم و الغولف، وثالثا، يوم الأربعاء قبل الماضي، مع حكاية الفنان والملحن محمد الزيات وثنائية آلة العود وحمل الأثقال..