تستمر الصحافة الفرنسية في تتبع تفاصيل الحياة الشخصية لوزيرة العدل الفرنسية رشيدة داتي، فضول صحفييها، الذين لا أحد يمكن أن يشكك في مهنيتهم، ذهب هذه المرة إلى أقصى الحدود التي لا يمكن لأحد منا تصورها. إن السؤال الكبير الذي طفا على السطح وخلق الحدث هو الآخر لأيام منذ منتصف هذا الشهر كما خلقه سابقه حول عودة رشيدة المبكر إلى الوزارة واستئناف عملها بعد قطعها لعطلة أمومة دامت خمسة أيام كان وبكل بساطة: هل السيدة الوزيرة ترضع ابنتها «الزهراء»؟. سؤال يبدو بسيطا في عمقه وساذجا أيضا غير أن بهارات الصحافة الفرنسية، جعلت منه حدثا بالغ الأهمية خاصة على شاشة تلفزيون مثل «كنال بلوس» وضيفته من عيار بيرناديت شيراك. السؤال كان في ظل إشباع إخباري فرنسي بامتياز هل رضاعة «الزهراء» طبيعية؟ وهل في ثدي رشيدة داتي بعض من الحليب لتقوم بالمهمة؟ أم أن رضاعة الزهراء «بلاستيكية» من حليب اصطناعي؟. فليلة الثاني عشر من الشهر الجاري كانت مرحلة فاصلة في قطع الشك باليقين في مسألة رضاعة «الزهراء». الضيفة برناديت شيراك، زوجة الرئيس الفرنسي السابق حملت معها الجواب وروت ظمأ الصحافة... بيرناديت قالت إن رشيدة داتي تحب الزهراء. وقد منح الله رشيدة طفلة جميلة قبل أن تستطرد لتقول «لنترك (رشيدة) وشأنها». بيرناديت، خلال حديثها التلفزي هذا، أعلنت كما يعرف في لغة الاعلام والصحافة عن «سبق صحفي». الخبر هو أن صديقتها رشيدة، «ترضع الزهراء». إذن لرشيدة داتي الوزيرة ما يكفي من الحليب لرضاعة «الزهراء طبيعيا»، لتؤكد مرة أخرى للفرنسيين أنها امرأة قبل أن تكون وزيرة للعدل. هل يمكن اعتبار ما اعلنته بريناديت خبرا؟. قد يرى البعض فيه هذا العكس. غير أنه في ظل الاشباع الاخباري الذي تعيشه فرنسا كان استغلال المعلومة على أوسع نطاق. لهذا لم تكن بيرناديت مخطئة حين قالت على البلاطو، «أنا مسرورة كوني لم آت لفعل لا شئ». رضاعة الزهراء أثارت انتباه «باري ماتش» أيضا التي روت عن مصادرها أنها علمت أن الزهراء تقدم لها رضاعة مزدوجة حليب طبيعي من ثدي والدتها رشيدة ورضاعة بحليب اصطناعي. فداتى، تضيف المجلة، ترضع ابنتها نهارا إذا ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، وليلا كذلك في لباس حميمي، قميص نوم. بعدما تفرغ رشيدة من عملها تضم ابنتها الزهراء إلى حضنها ككل الأمهات. لم يتوقف الأمر إلى هذا الحد، بل حملت المجلة اخبارا حول الزهراء، التي يبحث الجميع عن ملامحها ويتساءلون تشبه من؟ تزن الزهراء 3,3 كيلوغرام، ذات عينان سوداوين وأصابع طويلة ورفيعة، جميلة جدا، ولونها يميل إلى السمرة. فالزهراء هبة من الله كما تعتبرها رشيدة. والغريب تقول المجلة أن سجل الولادات في المستشفى الذي وضعت فيه داتي الزهراء يشير الى المولودة الجديدة ب«ابنة وزيرة» مكان اسمها الحقيقي. جيل گيتنر رئيس التحرير المساعد بمجلة اكسبريس الفرنسية، واحد من بين الصحافيين الفرنسيين الذين امتلكوا بعضا من الشجاعة و الجرأة إن صح التعبير لصياغة كتاب «رشيدة داتي، لو نتحدث عنك»، يترجم فيه الاهتمام البالغ لكل من التقاهم أو عرفهم لوزيرة العدل الفرنسية رشيدة داتي ولشخصها وشخصيتهاالتي أسالت حبرا كثيرا. الكتاب عبارة عن رسالة مباشرة ومفتوحة من جيل گيتنر لرشيدة ينطلق فيها من بداية الحديث عن حمل «شخصية معروفة» ذات يوم نهاية شهر غشت من سنة الماضية إلى تفاصيل خياتها المهنية والشخصية. جيل گيتنر يسر كذلك في كتابه ان البحث عن من هذه النجمة الحامل كان أهم من اجتياح بوتين لجورجيا وأهم من الميداليات الأربع التي حصل عليها العداؤون الفرنسيون في ألعاب بيكين، وأهم مما حدث في هايتي وأهم من السباق المحموم حول رئاسة الولاياتالمتحدةالامريكية بين هيلاري كلينتون وباراك أوباما. كانت رشيدة داتي حديث الجميع منذ شهور في المحافل الخاصة والعامة حولتها من شخصية عمومية الى نجمة..