«مستودع» البرنامج الرياضي الحواري على قناة «الرياضية» يستوجب فعلا عنوانه عملية تحليلية لغوية، سيميولوجية، فلسفية، واجتماعية.. وحتى اقتصادية، باعتبار أن العنوان في محتواه يحيل في العرف التجاري الاقتصادي مباشرة على المكان الذي تحفظ فيه البضائع والسلع، كما يحيل في العرف الرياضي على المأوى الذي يسميه اللاعبون والجمهور المغربي،، بلغة فرنسية ودارجة محلية، على السواء، ب - «الڤيستيير» - أي المقر الذي يقصده المتنافسون - إذ كان الأمر فعلا يحتاج إلى تفسير - لخلع ملابسهم «المدنية» وارتداء البذل الرياضية قبل خوض أي تظاهرة وكذا أخذ «التعليمات» !!! الأولية من المدرب قبل المباراة وبين الشوطين .. لذلك فلا ندري أين أوجه التناغم والانسجام الذي يجمع بين عنوان برنامج يستند في مادته التلفزيونية إلى الحوار والتحليل وأحيانا الدردشة ثم الدردشة.. بشئ يحيل، بالضرورة، على سلع وبضائع و«تعليمات» الرياضية طبعا !! ما علينا، المهم في هذا البرنامج التلفزيوني الرياضي المغربي الذي - والحقيقة لله وحده لا شريك له - شرع في الأونة الأخيرة، رويدا رويدا، في اجتذاب اهتمام الشارع الرياضي المغربي إلى مادته الإعلامية الليلية على قناتنا «الرياضية»، من منطلق راهنية المواضيع التي يناقشها.. وهي راهنية - مازالت سخونة - تعكس بطبيعة الأمر، الواقع البئيس الذي تعيشه رياضتنا المغربية الحالية، خصوصا بعد ما كشفت عنه الرسالة الملكية في هذا الاتجاه، حيث أصبحنا نرى ونسمع، هنا وهناك، تصريحات «إبراء الذمة» من هذا الطرف وذاك، وكيل الاتهامات لطرف أول في اتجاه ثان، وطرف ثان في اتجاه أول، في جموع عامة واستثنائية تعقد هذه الأيام تعرف، في النهاية، عودة نفس الوجوه إلى سدة الرئاسة والتسيير والتدبير و«الذي لابد منه»، على حد قول إخواننا المشارقة.. ومن منطلق، كذلك، الغياب أو التغييب الكبير الذي تسجله هذه النوعية من البرامج على بقية قنواتنا التي يقولون - والله أعلم - عن أن برامجها عامة.. المهم في هذا، أن «مستودع»، الذي يعده وينشطه أسامة بنعبد الله، وهو بالمناسبة طبيب أسنان، وزميل في الإعلام المكتوب ورئيس سابق - وربما لازال - لجمعية محبي أصفر أسود، الماصوية الفاسية و،و...، قد أفلح نسبيا، في الاستجابة لمطلب تلفزيوني على مستوى طبيعة البرمجة الرياضية بخوضه في بعض من أسلئة الرياضة المغربية وكرة القدم على الخصوص التي تحتاج، فعلا، إلى أكثر من برنامج رياضي وأكثر من وقفة إعلامية حقيقية تتجاوز ماهو ظاهر إلي ما هو خفي وأعمق.. لكن بأية طريقة ومنهجية وبأي أسلوب، إذا كان الأمر، هنا، يتعلق ببث تلفزيوني مباشر كحالة «مستودع» الذي، - والحق يقال - يُغْنِي منشطه - ولكل مجتهد نصيب -، في كل حلقة من حلقاته الشبه اليومية، القاموس اللغوي الإعلامي بما جادت به القريحة من مفردات ومصطلحات قل نظيرها في الاستعمال اليومي للمواطنين العاديين، فما بالك بالتوظيف اللغوي الإعلامي المفروض فيه أن يكون راقيا، تربويا، تهذيبيا سليما.. قبل أن يكون وسيلة تواصلية حتى ولو كان بلهجة دارجة، ومثال ذلك ما تم تسجيله في حلقة ثلاثائية ماضية كان موضوعها يناقش «حصيلة مشاركة الأندية المغربية في الدوريات العربية والمغاربية» وذلك على هامش إقصاء كل من فريقي الرجاء البيضاوي والمغرب الفاسي من طرف فريقين تونسيين، حيث لم يدع «الزميل» الدكتور الفرصة تمر دون أن يؤشر على الحلقة بختم إبداعه اللغوي الإعلامي، إذ جاء في معرض وصفه لحالة من الحالات الشاذة التي عرفتها مقابلة الرجاء والصفاقسي التونسي أن اللاعب التونسي».. بْغَا يْغُوفَلْ اعْلَي الحكم.. »(كذا!) نعم «يْغُوفَلْ» في برنامج رياضي، وفي تلفزة إسمها «الرياضية».. وليس في تمثيلية أو مسرحية أو سلسلة فكاهية .. فعلا، إنه برنامج «مستودع» بكل المواصفات «الرياضية» وكذا اللغوية العجيبة !! .. إنه برنامج قرب، لكن لمن ؟!!