لكم حوالي 15 مساعدا، من بينهم طاقم طبي للجراحة وصل للتو. ما هي التقارير التي تصلكم من قطاع غزة؟ ما وصلنا فعلا خلال اليومين الماضيين أن الوضع هناك يشهد فوضى شديدة ، خاصة ما يجري في شمال وشرق قطاع غزة. الناس، الفلسطينيون، خاصة المدنيون هم في حالة من الذعر. لم يعد يعرفون إلى أين يذهبون وماذا يفعلون؟. نتوصل بالمئات من المكالمات طوال اليوم. الناس يطلبون منا إجلاءهم، إخلاءهم من منازلهم إلى أماكن بإمكانهم الانتظار فيها إلى أن تنتهي المعارك. للأسف ليست لدينا القدرة للتعامل مع هذا الضغط الهائل من المكالمات.والصليب الأحمر الدولي يركز على الحالات المستعجلة. نحاول مع الصليب الأحمر الفلسطيني وجمعية الهلال الأحمر نقل الجرحى الى المستشفيات. ودورنا هو التنسيق مع الجيش الاسرائيلي لإيجاد «ممرات آمنة». هناك نقص في أدوية المستشفيات ، من بين أمور أخرى ، اضافة إلى الضمادات واحتياطيات الدم. فهل من المحتمل أن تتحسن وضعيات المستشفيات في قطاع غزة في الايام المقبلة للحصول على اللوازم الضرورية ؟ من المؤكد أن بعض الأشياء مفقودة في قطاع غزة. وخصوصا الأدوية المضادة للألم القوي، أو ما يسمى بالمسكنات لأنها وصفات طبية ضرورية. هذه هي الامور التي دائما من الصعب جدا الحصول عليها. بحيث يحتاج المرء إلى الضوء الأخضر من مختلف السلطات. الدم حاليا متوفر عن طريق التبرعات. في الوقت الراهن الوضع لا بأس به. المشكلة الرئيسية وهذا لا يمكن التصريح به بما فيه الكفاية ، هي الوصول إلى المستشفيات. إننا في أمس الحاجة للوصول إلى المنازل، إلى الأسر. يجب تأمين التغذية للأسر. وإذا كانت المواد كلها متوفرة في قطاع غزة، فهذا لا يعني وصول الناس إليها. هذه هي مشكلتنا الرئيسية اليوم وأعتقد انه من حقك أن تقولي بصوت عال جدا أن الناس لا مأمن لهم للوصول إلى المستشفيات وإلى باقي اللوازم. ما هو مطلبكم؟ ما الذي يجب القيام به؟ ما يجب القيام به اليوم هو التفاوض مع الجيش الاسرائيلي حتى تكون لدينا ظروف أفضل، بحيث يمكن للمنظمات القيام بواجبها. وهو ما يعني أنه عندما تتوجه سيارة الاسعاف إلى مكان ما، يجب أن تكون آمنة. إنه أمر خطير للغاية لأن العديد منها تبذل قصارى جهدها للتوجه إلى مناطق معينة، بناء على المكالمات الهاتفية للسكان وبعد ذلك يكون هناك قصف وإطلاق نار مما يضطرها للعودة. هناك درجة كبيرة من الإحباط والناس خائفون، بمن فيهم سائقي سيارات الاسعاف. ويجب علينا ألا ننسى أنه لا وجود فعليا للكهرباء في قطاع غزة. وخلال الليل تنقطع الكهرباء من الساعة 5 مساء إلى حوالي 5:30 من صباح اليوم الموالي أي على مدار 12 ساعة تقريبا ، حيث الظلام في قطاع غزة ، ومن ثم التحرك في شوارع مظلمة ليس باستطاعة أحد أن يتوقع ما يمكن أن يحدث. هل أصبح تدخل أعضاء فريقكم بعد الهجوم البري أكثر خطورة؟ أعتقد أن الهجوم البري، بالطبع، له العديد من المخاطر بحيث حجم الجنود الكثير ومقاتلو حماس. وعدد من الفرق الذين يقاتلون بطبيعة الحال ضد الجيش. وهذا طبيعي لتواجدنا في منطقة حرب. لا يمكن للمرء أن يتوقع أن يكون اطلاق نار بين الساعة الخامسة والسادسة وبعد ذلك تسير الحياة بشكل طبيعي. الصعوبة تكمن نتيجة التواجد الكثير للجنود في قطاع غزة مما تنجم عنه ردود الأفعال ليس بالضرورة دائما ما تم التنسيق بشأنه مع الجيش. إذ يصرحون لك بالذهاب ومرارا تتم المحاصرة لأن الجنود لا علم لهم بأن سيارات الاسعاف مسموح لها بالمرور، فتضطر للرجوع و فجأة يحدث هجوم جوي. وكثيرا ما يحدث هذا اليوم وهذا يجعل عملنا صعبا للغاية. مدير مستشفى قطاع غزة انتقد إسرائيل ومصر لموافقتهما المزاجية على نقل الجرحى بجروح خطيرة لتلقي الاسعافات في مستشفيات مجهزة بشكل أفضل في القاهرة أو في تل أبيب. هل تؤكدون هذا؟ لا، هذا غير صحيح. بالأمس نظمنا قافلة من ثماني سيارات للاسعاف توجهت من قطاع غزة إلى مصر. ومن المؤكد أن هذا ما يمكن القيام به بانتظام. لقد سألنا عن هذه الامكانية وحصلنا على الضوء الأخضر من الجيش الاسرائيلي، وتمكنا من تنظيم القافلة وصارت الامور على ما يرام على مراحل. أعتقد أنه من الصعب بكثير إجلاء الناس من المنازل ، ونقل المصابين من المدنيين. هذا صعب للغاية و لاتمر الأمور بشكل جيد.