بعد خمسة أيام من القصف الإسرائيلي المتواصل ضد حركة حماس أسفر عن سقوط حوالي 390 قتيلا و عدد أكبر من القتلى، قالت إسرائيل أمس الأربعاء أنها تدرس مقترحات دولية عدة «لهدنة دائمة بشروط» في قطاع غزة. و في المقابل أكدت حركة حماس أمس ان الحديث عن تهدئة مع إسرائيل يعني «مساواة بين الضحية والجلاد» مشددة على أن أي تدخل عربي أوأجنبي يجب أن يقوم على «وقف العدوان ورفع الحصار وفتح كل المعابر» على قطاع غزة. صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية لوكالة فرانس برس , ان اسرائيل تبحث , مقترحات دولية بشأن اقرار هدنة دائمة مع حركة حماس وذلك في اليوم الخامس من الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة. وقال المتحدث يغال بالمور « هناك عدة مقترحات مقدمة من أطراف مختلفة » في العالم. وأضاف ان «هناك حوارا مع هذه الاطراف من أجل التوصل الى مشروع هدنة دائمة جاد مع بعض الشروط » التي تتيح وقفا « تاما » لاطلاق الصواريخ على اسرائيل. لكن القادة الاسرائيليين رفضوا اقتراحا فرنسيا بوقف موقت لاطلاق النار معتبرين انه غير واقعي. وتابع بالمور «للبحث في مثل هذه الهدنة نحتاج الى ضمانات وشروط. يجب ان توقف حماس اطلاق صواريخها وتكف عن التزود باسلحة وتوقف السباق على التسلح. انها شروط لا بد منها للتفكير جديا في هدنة» في الوقت نفسه, صرح مسؤول اسرائيلي كبير ان اسرائيل رفضت مساء الثلاثاء اقتراحا فرنسيا بوقف اطلاق نار مؤقت في هجومها على حركة حماس في قطاع غزة. وقال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه ان «اقتراح وقف اطلاق نار مؤقت الذي طرحه وزير الخارجية الفرنسية وحده لا يعتبر مجديا لانه من الواضح ان حماس لن تتوقف عن اطلاق الصواريخ على اسرائيل» واضاف ان «عبارة وقف اطلاق نار انساني لا تبدو لنا مناسبة لان معابر قطاع غزة تفتح يوميا لنقل المساعدة الانسانية الدولية» و من جهتها أكدت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) أمس الأربعاء ان الحديث عن تهدئة مع إسرائيل يعني «مساواة بين الضحية والجلاد» مشددة على أن أي تدخل عربي أوأجنبي يجب أن يقوم على «وقف العدوان ورفع الحصار وفتح كل المعابر» على قطاع غزة. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة في بيان صحفي أن «ما يدور الآن من حديث عن محاولات لوقف القتال والدخول في تهدئة في هذه الظروف هو من قبيل المساواة بين الضحية والجلاد»» وأضاف ان «المطلوب فعله هو أن تتضافر كل الجهود العربية والدولية لوقف هذا العدوان ورفع الحصار وفتح المعابر وإعمار غزة» مؤكدا ان «أي تدخل عربي أو دولي يجب أن يكون مبنيا على أساس وقف العدوان ورفع الحصار وفتح كل المعابر» وأبرز أن «قيادة حماس في الخارج ممثلة برئيس مكتبها السياسي خالد مشعل وإخوانه يتواصلون مع قادة العالم العربي والإسلامي وعلى رأسهم أمير قطر و(رئيسا) ليبيا واليمن» وقال برهوم أن «الذي بدأ المعركة هو العدو الصهيوني بعد أن خطط لذلك جيدا. هذه الحرب فرضت علينا ولم نختارها بأنفسنا ,وعليه فمن حقنا الدفاع عن أبناء شعبنا الذي وصل الى قناعة بعدم جدوى التهدئة مع استمرار الحصار والعدوان» وأضاف «لم يستطع أحد لا إقليميا ولا دوليا بما في ذلك الوسيط المصري الزام العدو الصهيوني باستحقاقات التهدئة» وفي الوقت نفسه استمرت الغارات الاسرائيلية واطلاق الصواريخ الفلسطينية امس الاربعاء الى جانب الاستعدادات لهجوم بري. وقام سلاح الجو الاسرائيلي ب35 طلعة ليل الثلاثاء الاربعاء. واكد المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي ان هذه الغارات تدعمها البحرية استهدفت مكاتب رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية ومستودعات للاسلحة والذخائر ومقار لوزارة الداخلية في غزة. كما استهدفت انفاقا تستخدمها مجموعات فلسطينية للتهريب بين مصر وقطاع غزة للحصول على اسلحة وذخائر. وقالت الناطقة العسكرية الاسرائيلية افيتال ليبوفيتز لوكالة فرانس برس ان «قواتنا البرية ما زالت منتشرة حول قطاع غزة ومستعدة للتحرك اذا صدر الامر»» وقالت الشرطة ان عشرين صاروخا على الاقل اطلقها فلسطينيون سقطت صباح الاربعاء في جنوب اسرائيل بينها اربعة في بئر السبع كبرى مدن النقب على بعد حوالى اربعين كيلومترا عن قطاع غزة, وهي مسافة قياسية. واسفرت هذه الصواريخ عن اصابة عدد من الاشخاص بجروح طفيفة خصوصا في عسقلان. وفي غزة, قال الطبيب معاوية حسنين مدير عام دائرة الاسعاف و الطوارئ في وزارة الصحة ان «عدد الشهداء ارتفع الى390 بينهم41 طفلا واكثر من1900 جريح منذ بدء الغارات الاسرائيلية على غزة السبت»»