«أستأذنكم في النزول من هذه التجربة الإعلامية المتميزة». بهذه اللغة اللبقة الهادئة، فاجأ الزميل توفيق بوعشرين قراء الزميلة «المساء» في صفحتها الأولى بعدد أمس الثلاثاء، بافتتاحية رسالة، معلنا فيها استقالته من مهامه كرئيس للتحرير ومغادرته المؤسسة. وتعتبر استقالته من مهامه الصحفية ومغادرة زملائه بهذه اليومية المغربية التي تشغل الدنيا والناس منذ شهور، بمثابة صدمة حقيقية، ولربما تزداد الحيرة أكثر حين نَصَّ في رسالته، بشجاعة أدبية يُحترم عليها، أن السبب «خلاف مهني بينه وبين مدير نشر اليومية» الزميل رشيد نيني، في «ما يرتبط بتصور كل واحد منهما لصناعة الجريدة ووظيفتها، وأسلوب علاج بعض الموضوعات الصحفية بها»، مضيفا أن ذلك الخلاف لم يجد طريقه إلى الحل كما هو متعارف عليه في إدارات تحرير الجرائد. لمعرفة تفاصيل أكثر حول هذا القرار المفاجئ ، اتصلنا به هاتفيا، مثلما اتصلنا بالمخرج السينمائي المغربي محمد العسلي ( بصفته المساهم الرئيسي في المؤسسة )، فأجمعا معا على اكتفائهما رسميا بما نشر في افتتاحية عدد أمس من الجريدة، فيما تعذر علينا الاتصال بالزميل رشيد نيني لمعرفة تعليقه على القرار. ومما تجدر الإشارة إليه أن أخبار الخلاف بين الزميلين كانت موضوع تداول وأخبار متضاربة داخل الجسم الصحفي المغربي منذ أسابيع، خاصة منذ قرار التخلي عن التعامل مع شركة التوزيع «سابريس»، وتأسيس شركة خاصة أخرى لتوزيع الصحف، مهمتها توزيع يومية «المساء»، وكذا بعد الأحكام الصادرة ضد اليومية المغربية بغرامات مالية أجمع الكل على أنه مبالغ فيها. الزميل توفيق بوعشرين، الذي له تكوين أكاديمي في العلوم السياسية، سبق له أن عمل في العديد من المؤسسات الإعلامية سواء بالصحافة المكتوبة (أساسا يومية «الأحداث المغربية»، ثم أسبوعية «الأيام» رفقة الزميل نورالدين مفتاح، ثم تجربة أسبوعية «الجريدة الأخرى» رفقة الزميل علي أنوزلا، وقبلها تجربة العمل مع الأستاذ عبد اللطيف حسني في مجلة «وجهة نظر») أو التلفزيون (تجربة قصيرة مع قناة « الحرة» رفقة الزميلة مليكة مالك، بعد إقصائها من قناة دوزيم )، وهو الآن في فترة «استراحة محارب» كما قال، في انتظار آفاق مهنية أخرى يترجم من خلالها صوته المهني الخاص.