مر النقل الحضري بمراكش من عدة مراحل في العقود الأخيرة . فإذا كانت المدينة الحمراء معروفة بالكوتشيات كوسيلة تقليدية لها ارتباط وطيد بهذه المدينة ، بل كانت إحدى الخصوصيات التي تؤثت طرقاتها، فإن تأسيس الوكالة المستقلة للنقل الحضري كتطور فرضته المتغيرات الاجتماعية و الاقتصادية بفعل ما عرفته مراكش من توسع عمراني وتزايد سكاني متسارع، أعطى نوعا من العصرنة للمدينة. غير أن هذا القطاع سرعان أن عرف العديد من الأزمات نتيجة سوء التسيير و التدبير الذي طال كل مجالات الشأن العام المحلي و هو ما أدى إلى التفكير في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي بالترخيص لشركتين خاصتين " النخلة و الثبات " و التي تشدق البعض حينها بأنها تطور في مجال النقل الحضري بمراكش.. لكنهما ما لبثتا أن فشلتا و كان أداؤهما أضعف و أفظع من الوكالة المستقلة للنقل الحضري . عندها ارتفعت عدة أصوات غيورة على المدينة تنبه إلى أن هذا الأسلوب ماهو إلا طريقة لاغتيال الوكالة المستقلة للنقل الحضري ، و إفلاسها و بالتالي تمكين بعض رؤوس الأموال من السيطرة على قطاع النقل .