عندما يرتفع البالون المنفوخ بالهواء، عالياً ويحلق في فضاءات صامتة يعتقد أنه وحده يمتلك الحقيقة، وأنه يتمتع بحرية مطلقة في التوجه... حيثما تذروه الرياح... ولهشاشته وخفته يعتقد أنه هو الذي يقود الرياح... هذه الصورة تنطبق على من تطاول في إحدى البرامج الممجوجة تلفزياً، تطاول على رمز من رموز الرياضة الوطنية في المنطقة الشرقية هو اللاعب الدولي السابق محمد مرزاق وتهكم ومن شاشة جهاز عمومي على سيرته الذاتية ولم يتناولها ولو في سياق الإعلان عن صدورها، بالاحترام الضروري وارتفع حجم »تدخله السديد« إلى درجة السخرية. هذا البالون الفارغ لم يستحضر في تدخله، كما عود نظارته وساميعه مقولات توينبي والعروي والخطيبي وغيرهم من الأسماء الطنانة الذين »يجبدهم« لتدعيم أفكاره في كل محطة وندوة وحوار للتظاهر بسعة الفكر وباعه الثقافي وهم برءاء من هرطقته ويطلبون من الله تعالى أن يسامحه، لأنه يدخلهم فيما لا علاقة لهم معه وبه وفيه. محمد مرزاق يستحق كل تقدير وتكريم، لأنه نتاج أسرة وطنية مناضلة عريقة في وجدة، ونتاج مدرسة وجدية رياضية رفيعة إنبنت على أسس تربوية واعية على يد الرئيس المرحوم مصطفى بلهاشمي وفي حظيرة تربوية ناضجة يؤطرها الزملاء المرحوم بن ابراهيم والمدربون: غسلي الحسين، التيزيني، بلماجي، قويدر والتي أعطت الكثير للمولودية وأغنت المنتخبات الوطنية من الفتيان الى الشبان الى الكبار بلاعبين ممتازين منهم بالإضافة الى مرزاق، محمد لشهب وبلحيوان وجبارة والجويط وفرناس والسميري وغيرهم. ولست في حاجة إلى التذكير بالقيمة الفنية والأخلاقية التي كان محمد مرزاق يمثلها، والتي كنا نتسلح بها لتدعيم المنتخبات أصالة عن نفسي ونيابة عن المدربين المرحومين: محمد الخلفي والعماري وعبد الله العماني أطال الله في عمره إلخ... إن محمد مرزاق وهو يكتب سيرته الذاتية لم يجنح الى الكذب وإلى »استرزاق« أفكار ومحطات و »ملامح« خيالية ليقويها ويجعل منها مرجعاً كاذباً. فمرزاق، وكما عهدته، صادق أمين »معقول« وخادم أمين للمنتخبات الوطنية، وعلى من أراد أن يتهكم عليه، أن ينظر الى جوانبه عبر التراب الوطني... إن الرسالة الملكية الموجهة للمناظرة الوطنية حول الرياضة كانت صريحة في تحديد مكامن الداء ولم تسلم الصحافة الرياضية من هذا التشخيص، لذلك يتوجب على العاملين في هذا الجنس الصحفي أن يلتفتوا إلى ذواتهم وأن يتحلوا بالجدية والموضوعية والتخصص وإلا فإن معضلتهم ستكبر لتصبح أضخم من أدواء وعلل التسيير والتدبير والتأطير بصفة عامة.