أحمد بلحيوان أو (أحميدة) كما يناديه أهل الكرة في وجدة، وجه كروي بارز ظل ملتصقا بالذاكرة الموشومة بالعطاء والإبداع على مدى سنوات طوال بدءا بفريق الاتحاد الإسلامي الوجدي سنة 1965 قبل أن يلتحق بصفوف فريق مولودية وجدة، ومعه حقق الفوز بلقب بطولة المغرب سنة 1975 مجاورا في نفس الآن لاعبين موهوبين كانوا بحق نجوم زمانهم نظير محمد الفيلالي ومحمد مغفور وعبد القادر لشهب وكمال السميري ومحمد مرزاق واحمد حديدي وميمون جويط ومصطفى الطاهري ومحمدين مغدر ومحمد المقري ومحمد السدار، ولأن قذفاته الرأسية الشهيرة كانت ترعب أمهر حراس المرمى وقتئذ فقد حظي بشرف حمل القميص الوطني متدرجا عبر مختلف فئاته على مدى خمس سنوات كاملة. في جلسة معه بفضاء الملعب البلدي حيث تفتقت موهبته الكروية عادت به الذاكرة إلى السنوات الخوالي يوم كان يلعب لحساب فريق مولودية وجدة وعنه قال بكثير من الشوق والحنين « لقد أعطيته كبقية اللاعبين كل جهدي ووقتي، والسنوات العشر التي قضيتها إلى جواره تعتبر أزهى فترة في حياتي الكروية وقتها كان الفريق يضم لاعبين وازنين كانوا نجوم زمانهم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وإلى جانبهم ومعهم كان المرحوم مصطفى بلهاشمي، هذا الرمز الكروي الشامخ الذي صنع ملاحم وأمجاد المولودية يوم كانت تصول وتجول، للأسف فقد تغيرت الحال الآن وأصبح الفريق يلعب في بطولة القسم الثاني، ومن منطلق حبي له وغيرتي عليه فقد نبهت سابقا غير ما مرة وأنا على رأس إدارته التقنية إلى ما يعيشه الفريق من أوضاع مقلقة كان لها تأثيرها السلبي على مساره الكروي إلا أن كلامي هذا لم يجد الآذان الصاغية من لدن مسيريه الحاليين بل كان يؤول عكس مقصده وأهدافه، لقد حاولت جاهدا بكل إخلاص وصدق لكن دون جدوى وهو ما أدى بي - مع مجموعة من المسيرين- إلى الانسحاب بهدوء ودونما ضوضاء قبل سنة خلت حتى لا يسجل علي - والتاريخ لا يرحم - أنني كنت ضمن الطاقم الذي هوى بالفريق إلى القسم الثاني وأنا الذي ساهمت مساهمة فعالة يعرفها العام والخاص من أجل عودته إلى القسم الأول رفقة المدرب محمد التيجيني إثر سقطته الثانية، لقد أعربت صراحة عن عدم رضاي للحالة التي آل إليها الفريق ورفضت أن أكون مجرد «ديكور» على الأوراق والوثائق الإدارية فقط، فإما أن أكون فاعلا ومؤديا لمسؤوليتي كاملة وأحاسب عليها أو لا أكون، ولأن الكرة تسكن دواخلي وهواجسي وإن كانت لم تنصفني ماديا فقد آثرت الالتحاق بفريق الإتحاد الإسلامي الوجدي وهو الفريق الذي تعلمت فيه أبجديات اللعبة لأساهم - من خلال المهام التي أتحملها حاليا كنائب للرئيس ومستشار تقني - بتجربتي المتواضعة بما يتماشى وطموحات جماهيره الكادحة التواقة إلى رؤيته وهو يلعب ضمن بطولة النخبة خاصة ومكتبه المسير يضم وجوها رياضية معروفة بإخلاصها وكرمها وسخائها ودعمها اللامشروط حيث أبانت عن حبها للفريق ورغبتها في أن يكون الاتحاد الإسلامي الوجدي نقطة ضوء ساطعة في المشهد الكروي على صعيد مدينة وجدة انطلاقا من بناء فريق قوي قادر على البقاء في القسم الوطني الأول هواة إلى جانب لعب أدوار طلائعية على مستوى شطر الشرق ولم لا الارتقاء إلى القسم الأعلى إن هي سارت الأمور في الاتجاه الذي نرتضيه وهذا هو المبتغى والمؤمل إن شاء الله.