ينظم الفنان الفوتوغرافي العالمي نور الدين الوراري، معرضا فوتوغرافيا اختار له اسم « ظلال الماضي»، وذلك انطلاقا من 12 شتنبر الجاري إلى 29 منه الجاري برواق ضفاف (rivages) بالرباط، التابع لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج. يعرض الفنان الفوتوغرافي أعماله بالأبيض والأسود لأبيض إيمانا منه بأن هذين اللونين يولدان لغة تحاور الفكر، لغة بسيطة ومعقدة في نفس الوقت»، كما يجعل من المرأة المغربية مصدر إلهام لأعماله. يعود عشق الوراري للصورة إلى سن مبكرة حيث في سنته الحادية عشرة اقتنى آلة تصوير في الدارالبيضاء بدرهمين، قبل أن يفقدها حين تركها عرضة لشمس الصيف الحارقة ليسبح في البحر رفقة أصدقائه حيث وجدت وقد ذابت، قبل أن ينتهي به المطاف إلى جانب مصورين بالولاياتالمتحدة، كان يرى فيهم القدوة والمثل الأعلى. كان لاشتغال خاله في إحدى القاعات السنيمائية بالدارالبيضاء، دور كبير في تنمية هذه الموهبة حيث كان في زياراته المتكررة للخال يشاهد الأفلام، ومن ثم تعلم مجموعة من تقنيات التصوير، وهناك تقوت علاقة نور الدين الوراري بالتصوير قبل ان تحصل القطيعة مباشرة بعد حصوله على الباكالوريا. انتقل ابن درب السلطان إلى فرنسا سنة 1976، لمواصلة تعليمه العالي في شعبة الاقتصاد، وذلك بعد حصوله على منحة، وقضى هناك حوالي سنتين، لكن لم يدم الأمر طويلا وقرر مغادرة هذا البلد الذي شعر فيه «بالعنصرية « ولأنه لم يشعر قط بارتياح في هذه الشعبة، لأنه دائما ما كان ينظر إلى نفسه كفنان وبشكل خاص مصور. قرر الوراري بعد ذلك الانتقال إلى الولاياتالمتحدة، وكانت وجهته الأولى هي ميشغن، حيث قضى فيها سنة كاملة بعدها انتقل إلى أوستن بعدما تم قبوله في جامعة تكساس، حيث قرر الدخول إلى عالم التصوير من بابه الاحترافي. لم يكن هذا المسار مفروشا بالورود، فلمتابعة دراسته اشتغل الوراري أثناء تواجده في ميشغن، في مطعم كان يغسل الأواني به ليوفر المال حتى يتمكن من الانتقال إلى تكساس. ظل نور الدين طيلة أربع سنوات يزاوج بين الدراسة والعمل، حيث اشتغل أيضا حارس أمن في أحد المراكز التجارية (مول) لمدة سنتين، ثم في مختبر للتصوير، كنت يقوم فيه بطباعة الصور الفوتوغرافية» وفي آخر يوم دراسي له بالجامعة، ودون حضوره لمراسيم التخرج، قرر جمع حقيبته والتوجه إلى هوليود للبحث عن العمل وذلك في 1984. وبفضل إصراره وحماسه تمكن من الحصول على عمل كان بمثابة حلم له، حيث اشتغل داخل شركة تعمل مع عمالقة شركات الأفلام الكبرى، مثل يونيفرسال بيكشرز، وارنر برذرز، للإنتاج والتوزيع السينمائي والتلفزيوني والموسيقي، وباراماونت بيكتشرز، حيث عمل نور الدين مصورا في مجموعة من الأفلام. وبعد مرور عام، انتقل إلى العمل مع شركة أخرى، قضى بها 20 عاما، مكنته من الاشتغال إلى جانب مصورين بارزين مثل هوارد بينغهام، وهوراس بريستول، وجوردون باركس، وجريج جورمان، وويليام كلاكستون، وبيجي سيروتا وغيرهم، وكان هو المغربي الوحيد ضمن المجموعة. وإلى جانب عمله الميداني، يقوم الفنان بإلقاء المحاضرات في مجال التصوير منذ سنة 1996، كما بدأ في السنوات الأخيرة، هو ومجموعة أخرى، بإعطاء دروس في التصوير داخل مجموعة من المدارس التي تتواجد في الأحياء الفقيرة، بالمجان، بهدف مد يد المساعدة، للأشخاص الشغوفين بهذا المجال والذين لا يملكون الإمكانيات لتعلمه.