اتخذت العدوانية ضد المغرب أشكالا متعددة في الفترة الانتخابية التي تعيشها الجزائر، لعل أبرزها اتهام المغرب بمحاولة التشويش على الانتخابات الرئاسية التي تدور حملتها في المرحلة الراهنة. آخر فصول إخراج هاته العدوانية والترويج لها، هو إعلان النيابة العامة بمدينة تلمسان في غرب الجزائر، أول أمس الأحد، توقيف «عدة أشخاص، بينهم أربعة مغاربة، متهمين بالانتماء إلى شبكة تجسس»، وربطت ذلك بالتوقيت الانتخابي بالقول إن الاعتقال تم» قبل نحو أسبوع من الانتخابات الرئاسية المقررة في 7 شتنبر المقبل». وأوضحت النيابة العامة في تلمسان أنه تم في 24 غشت توقيف مغربي «دخل التراب الوطني بطريقة غير شرعية»، واكتشفت السلطات قضية «التجسس» بعد «استغلال الهاتف النقال الخاص بالمعني بموجب إذن من النيابة وبعد استجوابه». وتابعت أن المشتبه به يعمل «ضمن شبكة تجسس وتخابر تعمل لصالح جهة أجنبية رفقة رعايا مغاربة وجزائريين». وكانت السلطات الجزائرية قد روجت لنفس السيناريو المتعلق بالتشويش على الانتخابات الرئاسية، من خلال إعلانها، في وقت سابق من نفس الشهر، عن اعتقال مشابه. وكانت وزارة الدفاع الجزائرية قد أمرت، يوم الرابع من غشت 2024، بتوقيف 21 شخصا قالت إنهم ينتمون إلى «تنظيم إرهابي» وبحوزتهم كمية من الأسلحة النارية والذخيرة كانت في سيارة استقدمت من مرسيليا بفرنسا على متن باخرة. واتهمت وزارة الدفاع بنفس القاموس المخابراتي «مصالح استخباراتية أجنبية معادية للجزائر بالتواطؤ»، بهدف «زرع الفوضى وزعزعة الأمن قصد عرقلة السير الحسن للانتخابات الرئاسية المقبلة.». .. وأمام نقص الشرعية والعزوف المتوقع من طرف الشعب الجزائري وقواه الحية، تريد الآلة الدعائية والأمنية والعسكرية الجزائرية توهيم الشعب أن الانتخابات مستهدفة من طرف النظام المغربي ومرشح الواجهة المدنية للنظام العسكري غير مرغوب فيه من طرف «المخزن»، الذي يسعى حسب هلوستها المتنامية إلى التشويش على الانتخابات! وقد كشفت الوكالة الرسمية عن هذا العصاب الإعلامي من خلال مقالة دعائية لها نشرتها، يوم الجمعة الأخير من شهر غشت، بعنوان «الجزائر التي لا تقهر» جاء فيها أنه «في الوقت الذي يستعد فيه الشعب الجزائري بكل حماس لاختيار رئيس الجمهورية يوم 7 سبتمبر القادم، وفي الوقت الذي يجوب فيه المترشحون البلاد من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها لتنشيط حملة انتخابية مفتوحة لا تشوبها أدنى شائبة، بدأت قوى الشر تتحرك». وأوضحت الوكالة، في مقال بعنوان «الجزائر التي لا تقهر» أن «زارعي اليأس والمنتقمين والمتربصين ومن يدعون إعطاء الدروس وحتى المتنبئون بالمستقبل، يشكلون هذه الشريحة التي تنتظر انهيار الجزائر لدفنها قبل أن يلقوا بآخر حفنة من التراب على نعشها غير أن الجزائر الثابتة ستبقى صامدة دائما». وصنفت الوكالة المغرب «الجار العدواني»( كذا) بعد أن عادت إلى حرب الستينيات .. وتسعى آلة البروباغاندا إلى تقديم الشعب الجزائري والجيش ككتلة موحدة، وراء الرئيس تبون، الذي اعتبرته رئيسا ناجحا قاد انتقالا بارعا في البلاد!!!