عقد طلبة كليات الطب والصيدلة عددا من الجموع العامة على مستوى كلياتهم على امتداد تراب المملكة مطلع هذا الأسبوع، من أجل تدارس مقترح «الحكومة» والبحث عن سبل للخروج من الأزمة الحالية وعن حلول عملية تضمن انفراج الوضع، الذي أطال أمد احتقانه، خاصة بعد إعلان عمداء الكليات المعنية تأجيل امتحانات الدورة الربيعية حتى يتسنى فسح المجال أمام الطلبة لإعادة ترتيب أوراقهم بالشكل الذي يتيح عدم المضي نحو سنة بيضاء. وعرفت الجموع العامة التي تم عقدها، والتي شهدت مشاركة واسعة للطلبة، نقاشا واسعا ومستفيضا بخصوص الوضعية التي تعرفها كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة، والتي تباينت خلاصتها ومخرجاتها، وفقا لمصادر «الاتحاد الاشتراكي»، إذ في الوقت الذي صوتت فيه بعضها بعد طول نقاش على الموافقة على المقترح الحكومي، فإن أخرى تشبثت بموقف الرفض المعلل بعدد من التبريرات التي تجد سندها في ما وقع طيلة الفترة السابقة. وأكدت مصادر الجريدة أن الطلبة يسعون من خلال النقاش المفتوح بكل شفافية وديمقراطية إلى تنقيح المقترح وتجويده، مشيرة إلى أن النقاش السائد في أوساط المعنيين يعرف حضور وطغيان التخوّف عند البعض بخصوص الضمانات، مبرزة أنه في المقابل هناك بعض الطلبة لديهم قناعة ثابتة بضرورة الاستمرار في المسار الاحتجاجي، في حين أن هناك فئة هي مقتنعة بما تم تقديمه رسميا من تعهّدات. وأوضحت مصادر»الاتحاد الاشتراكي» أنه إلى غاية صباح الجمعة لم تستطع اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة حسم موقفها بشكل نهائي، مؤكدة على أن المداولات مستمرة بخصوص هذا الموضوع وبكافة تفاصيله، مشددة على أن هذه المرحلة جد دقيقة ويتم التعامل معها بكامل المسؤولية. وكانت اللجنة قد أعلنت عن تنظيم جموع عامة إخبارية يوم الاثنين 10 يونيو من أجل تقاسم مقترحات الوساطة الحكومية لحلحلة الأزمة وما يرتبط بالمستجدات التي لها صلة بهذا الموضوع، كما عملت على برمجة يوم اقتراع وطني من اجل منح مهلة للتفكير بخصوص هذا الأمر. وجدير بالذكر أنه بعد لقاء رئيس الحكومة بعمداء كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وما تلاه من تصريح رسمي، خرجت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة لتعلن عن تسجيلها ب «روح إيجابية تصريح رئيس الحكومة الذي أعلن فيه على أن التكوين الطبي والصيدلي بالمغرب يعد من أولويات الدولة الاجتماعية»، حيث اعتبرت اللجنة هذا التصريح «تأسيسا للمعالم الكبرى لحل أزمة التكوين الطبي والصيدلي بالمغرب التي دامت لأزيد من 6 أشهر»، ورحّبت علاقة بالموضوع ب «حضور اجتماع أولي لمناقشة التأسيس لوساطة جادة بغية التوصل إلى حلول نهائية ترفع الضبابية السائدة منذ أزيد من سنتين، وتوضيح مختلف النقاط العالقة بالملف المطلبي للطلبة، لضمان الحفاظ على جودة التكوين الطبي والصيدلي لكفاءات مغرب الغد».