لاتزال غيوم الاحتقان تلبّد سماء كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة في ظل غياب خطوات واضحة لتجاوز هذا المشكل وطيّ صفحته بشكل نهائي، باستثناء «قرار» جديد يهمّ تفويض «الوزارة» رؤساء الجامعات وعمداء الكليات صلاحية اعتماد التدابير التي يرونها مناسبة انطلاقا من خصوصيات كل كلية ومنطقة، وفقا لمصادر «الاتحاد الاشتراكي»، وهو ما دفع للإعلان عن استعدادهم لمناقشة جميع النقاط مباشرة بعد اجتياز الطلبة لامتحانات الدورة العادية الثانية، من أجل حلحلتها بطريقة فعّالة. اجتياز الامتحانات الذي تم التأكيد عليه كشرط أساسي لاستئناف أي نقاش، ترافقه استعدادات مكثفة، وفقا لمصادر الجريدة، من أجل تنظيمها لفائدة من يرغبون في العودة إلى «المدرّجات»، خاصة وأن الخطوات المتعقلة بها، تتزامن واستعدادات الطلبة الأجانب وطلبة كليات الطب الخاصة للمضي قدما في الامتحانات، وهو ما يعني بأن السيناريو المعتمد اليوم، يتجه نحو الوصول إلى هذه المحطّة بكيفية من الكيفيات بالشكل الذي يضمن نجاح عدد معيّن، مقابل إمكانية «رسوب» غير الملتحقين، لكي لا يتم الإعلان عن سنة بيضاء، وهو الأمر الذي يبقى محطّ علامات استفهام متعددة، في حال تفعيله؟ تساؤلات، لا بد وفي ظل خطوة من هذا القبيل، أن تهمّ عدد الناجحين مقارنة بعدد «الراسبين» وبأفواج الطلبة الجدد الذين سيلتحقون، لأن الإشكال سيتواصل وسيكون الجميع أمام «سنة بيضاء» بشكل أو بآخر، بالنظر لمخرجاتها في حال عدم تراجع الطلبة عن احتجاجاتهم، خاصة وأن كل الخرجات التي تتعلق بممثليهم تتحدث عن التشبث بموقفهم، في الوقت الذي عبّر عدد كبير من الآباء والأمهات عن مساندتهم لفلذات أكبادهم، وهو ما يترجمه حضور بعضهم في الوقفات والمسيرات ومشاركتهم في التوقيع على العريضة الموجّهة لرئيس الحكومة. ويدعو عدد من الفاعلين والمتتبعين الحكومة بشكل عام للتدخل من اجل وضع حدّ لمسار هذا الملف الذي طبع الاحتجاج أشواطه، وذلك بعيدا عن منطق «المزايدة» من أي طرف، والاحتكام إلى خطاب العقل واعتماد الحكمة في معالجة هذا الموضوع، الذي يهم التكوين الطبي في بلادنا ويرخي بتبعاته على الصحة العامة، ويحدد مصير طلبة اليوم وأطباء الغد، وكذا الطلبة الجدد الذين من المنتظر أن يعززوا زملائهم الذين سبقوهم في هذا المسار بعد اجتياز امتحانات السنة الثانية باكلوريا.