أصبحت حوادث المرور هاجسا يؤرق الجميع، بسبب ارتفاع معدلاتها وهو ما بات يزيد من المخاوف ويجعل المهتمين يدقون ناقوس الخطر، ويدعون إلى اعتماد التدابير الفردية والجماعية لحماية أمن وسلامة الأشخاص. حوادث تتعدد أسبابها ومنها طبيعة الطرقات السيئة، أو السرعة الزائدة، والتي تصل إلى حد الاستهتار من طرف السائق، أو عدم جاهزية السيارة، أو النقص في إشارات المرور واللوحات الفوسفورية التي تحدد ملامح الطريق، ويبقى الأساسي في ظل كل هذه المشاكل هو التسلح الوعي واكتساب ثقافة احترام قواعد المرور التي لا يتوفر عليها الجميع بكل أسف، لأنه في ظل تكتل كل هذه المشاكل تكون النتيجة هي وقوع حوادث مؤسفة، تزهق من خلالها أرواح كثيرة أو تسجل بسببها حالات عجز دائمة أو شبه دائمة، الأمر الذي يتطلب الوقوف عندها والقيام بإجراءات يمكن أن تساهم في الحد من الأرقام المهولة التي تشكّل حصيلة كل سنة على مستوى أعداد الوفيات والعجز الدائم بسبب حوادث السير.
شهد إقليمسيدي بنور خلال السنة التي نودعها العديد من حوادث السير المؤلمة، نتيجة للحالة المتردية التي توجد عليها الطرقات الرابطة بين هذا الإقليم وباقي أقاليم المملكة، والتي أشرنا إليها في أكثر من مناسبة عبر أعمدة جريدتنا الاتحاد الاشتراكي، غير أن كل تلك الإشارات لم تجد آذانا صاغية من طرف الجهات المسؤولة، قصد التدخل والقيام بالإصلاحات الضرورية، عوض القيام بالترقيع الذي لا يفيد في شيء. ما بين الرحامنة وسيدي بنور تعتبر الطريق الرابطة بين إقليم الرحامنة وإقليمسيدي بنور ( اثنين بوشان والجماعة الترابية امطل )، أسوا طريق على مستوى بنيتها التحتية التي تعرف تآكل جنباتها، وانتشار الحفر بها، وكثرة العيوب والتصدعات بها، وذلك بالرغم من سياسة الترقيع التي تنهجها الجهات المسؤولة بين الفينة والأخرى بهذا الجزء من الطريق، الذي يشكل خطرا حقيقيا على مستعمليه، ويتسبب في إلحاق أضرار مادية بالعربات والشاحنات والسيارات … واقع مأساوي يعجز القلم وحتى الصورة عن عكسه أو وصفه وتقريبه إلى مخيلة القارئ، والغريب أنه لم تمض مدة طويلة على عملية التعبيد التي همت هذه الطريق، مما يوضح الغياب التام للمراقبة الفعلية من طرف الجهات المعنية، بما فيها مصالح الأشغال العمومية، وكذا غياب مراقبة صارمة للسلطات المحلية والإقليمية، بالإضافة إلى الشق الذي يهمّ حجز العربات وتحرير مخالفات لسائقي شاحنات نقل الأحجار و الرمال، التي تفوق الحمولة القانونية المسموح بها، الأمر الذي يؤدي بتهالك هذا المقطع الطرقي . إن هشاشة البنية التحتية لهذه الطريق أصبحت تهدد سلامة مستعمليها، إذ تنذر بحوادث سير قد تودي بحياة أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم سلكوا هذا الطريق لسبب أو لآخر، وتزداد الأوضاع خطورة عند تساقط الأمطار وحين يخيم الضباب على المنطقة، ونفس الشيء عند حلول الصيف، حيث تكثر حركة المرور على هذه الطريق، وهو ما ولّد ويولّد السخط الدائم عند كل مستعمليها، فضلا عن إشارات و لوحات فوسفورية تحذر من خطورتها وحالتها التي لا تسر أحد . طرقات معطوبة تمتد الطريق الرابطة بين أولاد عمران وسيدي بنور على مسافة تقدر بحوالي 34 كيلومترا، وقد خضعت هي الأخرى مؤخرا لبعض الترميمات، إلا أنها ورغم ذلك لا تزال دون المستوى المطلوب، نظرا لمنعرجاتها الخطيرة وضيق القناطر بها، بالإضافة إلى غياب إشارات المرور واللوحات الفوسفورية التي تساعد السائق على تفادي وقوع الحوادث وذلك باتخاذ الاحتياطات الضرورية. هذا الوضع المأساوي، جعل هذه الطريق تصبح كابوسا وهاجسا حقيقيا لعدد كبير من مستعملي الطريق، خصوصا أثناء الليل حيث تتضاعف خطورتها. أعطاب تعاني منها كذلك الطريق الوطنية الرابطة بين زاوية سيدي إسماعيل ومدينة خميس الزمامرة، وأيضا تلك الرابطة بين مدينة الجديدة والواليدية بسيدي بنور، وبين هذا الأخير وإقليمآسفي، إذ تعرف هذه الطريق نشاطا كثيفا في حركة السير، خصوصا في فصل الصيف حيث يقصدها الزوار من داخل وخارج المملكة . عيوب وحوادث تعدّ عيوب الطرق من أبرز العوامل التي تساهم في ارتفاع نسبة حوادث السير في سيدي بنور، وهذا ينطبق حتى على الطرق داخل المدار الحضري التي شهدت بدورها حوادث مؤلمة تسببت فيها العربات المجرورة، وأخرى بسبب السرعة المفرطة، وعدم احترام قانون السير، كما تسببت حالة الطرق السيئة في وقوعها أيضا. وتعود أسباب هذا الوضع إلى ضعف مواكبة عمليات صيانة الطرق وإصلاحها من طرف المجلس البلدي، مما جعلها اليوم لا تفي بالمطلوب، بعد أن غزتها الحفر التي يزداد قطرها يوما عن يوم، التي ساهمت حالتها المزرية في وقوع الحوادث وفي إلحاق خسائر مادية بأصحاب السيارات ،كما أن الأشجار المغروسة بطريقة عشوائية وسط الشوارع ساهمت هي الأخرى في حجب الرؤية الواضحة للطرق الرابطة بين الأحياء والشوارع، لتتحول إلى ما يشبه الشريان المسدود، الذي يحتاج إلى عملية جراحية استعجالية من لدن المسؤولين على أوضاع المدينة. نداءات ومناشدات تعدد مشاكل الطريق والحوادث المترتبة عنها، الجسدية منها والمادية، تجعل الكثير من المواطنين يوجهون نداءات ومناشدات للجهات المختصة، للتدخل بهدف إصلاح كل العيوب التي تعاني منها والمساهمة في الحفاظ على أمنهم وسلامتهم، وهو ما أكدته شهادات عديدة للجريدة التي استقيناها ونحن ننجز هذا الموضوع، كما هو الحال بالنسبة لرشيد، الذي وبعد وصفه للحالة المتردية للطريق الرابطة بين جماعة تامدة والجماعة الترابية امطل، قال « نتمنى من الجهات المسؤولة أن تلتفت لما يقع حفاظا على سلامة المواطنين «. وعلى نفس المنوال سار نجيب الذي تحدث عن الطريق الرابطة بين أحد العونات وسيدي بنور، على مدخل هذه الأخيرة، التي تعتبر كثيرة الاعوجاج وتعاني من الحفر، وما زاد من سوءها ضيقها، الذي يجعل منها بالفعل طريقا صعبة إذ لا يتجاوز عرضها المترين إلى ثلاثة أمتار تقريبا، وهو ما جعل المتحدث يدعو ل « وضع مستلزمات الوقاية من سياج ولوحات المرور وإصلاح ما يجب إصلاحه « . مناشدات بطعم الانتقاد، جاءت على لسان مصطفى، الذي استنكر بدوره « الوضع الكارثي للطرق، سواء تلك المتواجدة بالمدار الحضري بسيدي بنور، أو الرابطة بين هذه الأخيرة وأولاد عمران، وكذا بزاوية سيدي إسماعيل «، داعيا المسؤولين إلى «القيام بجولة للوقوف على حجم مخاطر الطرق المؤدية من و إلى مدينة سيدي بنور وباقي المناطق وأقاليم المملكة «.