من الطبيعي أن يجد السائر على الطرقات الوطنية والإقليمية محلات لإصلاح عجلات السيارات بأنواعها وأحجامها، ومن البديهي أن يختار ممارسو هذه المهنة مواقع إستراتيجية لتقريب خدماتهم من مستعملي الطرقات، لكن ما يُثير استغراب زائري مركز أولاد افرج، بإقليم الجديدة، عبر الطريق الجهوية رقم 316، هو اصطفاف العشرات من محلات إصلاح العجلات، بشكل ملفت، في أقلّ من كيلومتر ونصف الكيلومتر بين مدخل ومخرج المركز. وبمجرد التفكير في أسباب الظاهرة يتبادر إلى ذهن المرء حالة الطرقات، وعلاقتها بارتفاع عدد محلات إصلاح العجلات بمركز أولاد افرج، وهو الأمر الذي وصفه محمد لخلايخ، أحد مستعملي الطريق، بالطبيعي نتيجة اهتراء الطرق، وانتشار الحفر بها، وحدّة الجوانب التي تتسبّب في تمزق العجلات، رابطا ذلك بالغش في المواد المستعملة في تكسية الطرق، وتهيئتها دون إجراء دراسة شاملة للمشروع، وعدم احترام دفتر التحملات. أما عبد العالي اودقي، واحد من مستعملي الطريق الرابطة بين مدينتي الجديدة وأولاد افرج بوتيرة شبه يومية، فأشار إلى أن المعاناة لا تتوقف، وأن السيارة التي تنقله من وإلى مقر عمله تفقد، بين الفينة والأخرى، مرآتها الجانبية نتيجة اصطدامها مع مرايا السيارات المعاكسة بسبب ضيق الطريق، كما أن انفجار العجلات يتكرر، نتيجة حدّة جوانب الطريق، كلما حاول السائق تفادي الاصطدام بالتزامه أقصى اليمين، مضيفا أن العربات المجرورة تساهم هي الأخرى في تعميق الاشكالات المرصودة. محمد عمّار الذي دأب بدوره على استعمال الطرقات الرابطة بين المركز وباقي المدن المجاورة، أوضح أن إشكالية الطرق بأولاد افرج أضحت من العوامل التي تعيق التنمية بالمنطقة، ومن ضمنها المقطع المؤدي إلى مركز بولعوان، مؤكّدا على أن حالته المهترئة تشكّل خطرا على حياة مستعمليه، خاصة خلال الأيام التي تنعقد فيها الأسواق الأسبوعية بالمنطقة، وما يرافق ذلك من حركة مرورية كبيرة. وأورد عمّار أن المنطقة تعتبر فلاحية بامتياز، ما يجعلها محجّ عدد كبير من شاحنات نقل الخضراوات التي تزيد من مشاكل السياقة على تلك الطرقات، مضيفا أنه نجا، مرات عديدة، من حوادث السير المرتبطة بحالة الطرق أو اكتظاظها، وناشد المسؤولين، ضمن تصريح لهسبريس، إتمام الجزء المتبقي من الطريق الرابطة بين مركز أولاد افرج ومدينة الجديدة، حتى تصير في مستوى تطلعات مستعمليها. أما نور الدين باها، أحد أبناء المنطقة، فأكّد أنه يضطر إلى تغيير عجلات سيارته، بين الفينة والأخرى، نتيجة تضررها بسبب جنبات الطرق المتآكلة، خاصة بين أولاد افرج والجديدة، واصفا الطريق المؤدية إلى بولعوان وأولاد اسعيد ب"المصيبة العظمى"، مستنكرا فرض الضريبة على مالكي السيارات من أجل استعمال "طريق الموت"، ومشدّدا على أن الطرق في حاجة ماسة، أكثر من أي وقت مضى، إلى الصيانة وإعادة التهيئة. وفي الوقت الذي وصف عبد المولى بوعنانة الطريق المؤدية إلى بئر الببوش ب"لا بأس بها" إلى حدود الساعة، أكّد المتحدث أن حالة باقي الطرق المحاذية لأولاد افرج رديئة، وتتسبّب في أعطاب ميكانيكية في السيارات من جهة، ووقوع حوادث سير من جهة ثانية، وذلك بسبب ضيقها وكثرة الحفر بها، خاصة الطريق المؤدية إلى بولعوان. أما الطريق الرابطة بين مركز أولاد افرج وضريح مولاي الطاهر بدوار المغارات، جماعة القواسم، فيُجمع مستعملوها على أنها فريدة من نوعها، نظرا لما تحتوي عليه من حفر كثيرة كبيرة وعميقة، ورغم الإصلاحات التي تعرفها سنويا، إلا أن أولى التساقطات المطرية تكشف أن التدخلات التي أجرتها المصالح المعنية لم تكن سوى حلولا ترقيعية، تُستعمل فيها الأتربة لملء الحفر الكبيرة، وكميات قليلة من الإسفلت للحفر الصغيرة.