كرمت الدورة 12 للمهرجان الدولي لفيلم الطالب بمسرح محمد السادس بالدارالبيضاء الفنان الراحل عزيز الفاضلي التي تحمل اسمه ،حيث حضرها نخبة من فنانين ونقاد وإعلاميين، من بينهم أصدقاء الراحل وأسرته التي كانت تمثلها الفنانة الكوميدية حنان الفاضلي والمخرج المتألق عادل الفاضلي. خلال هذه الأمسية ألقت رئيسة المهرجان وفاء البورقادي، كلمة شكر في حق الحضور الذي ملأ جنبات قاعة مسرح محمد السادس، حيث كشفت عن برنامج الدورة الحالية الغني بفقرات متنوعة، كما أكدت السيدة الرئيسة على أن إدارة المهرجان ظلت وفية منذ الانطلاقة الأولى للمهرجان الدولي لفيلم الطالب في ترسيخ ثقافة التسامح والتعايش، باعتبار أن الثقافة والسينما هي لغة التواصل بين مختلف الشعوب. خلال هذا اللقاء، تم تكريم المخرجة والروائية ميرفت مديني من تونس بعد ذلك، تم عرض شريط يوثق لمسار الفنان الكوميدي عزيز الفاضلي، كممثل مسرحي وسينمائي وكمقدم للنشرة الجوية بأسلوب إبداعي متفرد، مكن الحاضرين من السفر عبر الزمن للتعرف على العديد من المحطات الفنية للراحل. وفي هذا السياق، ألقى الفنان المتألق محمد مفتاح شهادة مؤثرة في حق المحتفى به الراحل عزيز الفاضلي، وذكر ببعض المواقف الطريفة التي حدثت بينهما في أعمال مشتركة بمسرح الراحل الطيب الصديقي، كما ذكر بمناقب عزيز الفاضلي الفنان والإنسان والأب النموذج الدي عرف كيف يوفق بين حياته الفنية والعائلية. كلمات الفنان الكبير محمد مفتاح كانت مليئة بالشوق والحنين، وجعلت حنان الفاضلي تعلق عليها بكل حب وامتنان، بعد أن تسلمت رفقة أخيها عادل الفاضلي درع التكريم ولوحة تجسد صورة والدهما، التي كان وراء إنجازها أحد طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة بمدينة الدارالبيضاء. وما ميز حفل الافتتاح كذلك، هو تكريم الناقد والكاتب الأكاديمي محمد كلاوي، الذي أدلى في حقه الناقد مصطفى العلواني، شهادات ذكر فيها بالعديد من المسؤوليات التي تقلدها، كرئيس سابق لجمعية نقاد السينما وواحد من بين مؤسسيها، وعضو سالف للجنة الدعم السينمائي، وكذلك عضو سابق بالمجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري المعروف اختصارا ب "الهاكا". أما الناقد محمد شويكة فقد قال في حقه "من مميزات محمد كلاوي، هو أنه متخصص في العلوم السياسية، في بعض الأحيان قد تصدمك لفظة العلوم السياسية، ولكن حينما تلتقي به تحس بأن السياسة والعلوم المرتبطة بها، لها مرجعيات فلسفية، سي محمد متمكن منها يمررها بسلاسة وتنعكس هذه المسألة على كتاباته ورؤيته للسينما، لهذا أتمنى من الطلبة والباحثين ومن عموم المهتمين بالسينما أن بعودوا إلى كتابات الدكتور كلاوي، لأنها تفتح قوة نحن نحتاجها في الساحة الثقافية السينمائية في المغرب، وكذلك في المشهد السينمائي العربي". وقد أضاف شويكة " لم أكن أعرف أن سي محمد كلاوي فرنكفونيا، لكن كنت أعرف أنه يسخر اللغة لصالح خدمة القضية ولصالح الثقافة والسينما" واستطرد الناقد شويكة قائلا "هو سينفيلي ضليع مرجعياته السينفيلية خاصة ومتفردة، فهو لا يسير مع التيارات السيارة وإنما تجده يفكر في سينفيليا أمريكا اللاتينية والإفريقية، وفي المشهد العربي وفي بعض السنفيليات الخاصة بالمشهد الثقافي السينمائي المغربي، لهذه الإعتبارات يتابع شويكة "عندما أحتفي بسي محمد كلاوي، فأنا أحتفي بشخص له مسار خاص في المشهد الثقافي النقدي والأكاديمي السينمائي..". وبعد تسلمه درع التكريم، شكر محمد كلاوي كل من مصطفى العلواني ومحمد شويكة على شهادتهما اللطيفة في حقه، دون أن ينسى الراحل عزيز الفاضلي، فأثنى على خصاله الحميدة، ختمها بكلمة عزيز الفاضلي لم يمت في إشارة إلى فيلم "أبي لم يمت" للمخرج عادل نجل الراحل. وفي كلمة له بمناسبة تكريمه من قبل المهرجان الدولي لفيلم الطالب، أشار كلاوي إلى أهمية النقد السينمائي ردا عن تساولات بعض الناس حول دور النقد، حيث أوضح سي محمد أن هناك صنفين من النقد السينمائي، "إما النقد الصحفي، وهي مسألة حميدة، أو النقد بالمعنى الحقيقي الذي يتطلب وقتا طويلا، ومجهودا ومعرفة أكاديمية وعلمية فلسفية وسياسية وموسيقية.." وصرح محمد كلاوي في كلمة مقتضبة ومفيدة أمام الحضور بمسرح محمد السادس "قد يقال أن السينما هي من خلقت النقد إلى حد ما، لكن في حقيقة الأمر، النقد هو الذي صنع جودة السينما" ولتأكيد هذه المعادلة، أعطى كلاوي مثالا بالمخرج الفرنسي تريفو عندما أجرى حوارا مطولا مع المخرج العبقري هيتشكوك، واكتشف من خلاله أن أعمال هذا الأخير تتسم بعنصر التشويق الذي لم يكن يعرفه الأمريكيون حينها، حيث كانوا لا يجدون في أفلامه سوى المتعة. "فالفرنسيون هم من خلقوا النقد السينمائي، الذي لولاه لما تطورت السينما" يضيف الدكتور محمد كلاوي. تتميز هذه الدورة بتنظيم مسابقات للأفلام الروائية و الوثائقية وأفلام الموبايل وأفلام التحريك، وتتكون لجنة تحكيم الأفلام الروائية التي تترأسها المخرجة والمؤلفة التونسية ميرفت مديني من الكاتب والصحفي السيناريست عزيز الساطوري، والممثلة سناء بحاج من المغرب، فيما تتشكل لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية التي يترأسها المخرج المغربي عبد القادر كريم من الفنان الفوتوغرافي الفرنسي جان مارك ديلتومب، والمخرجة المغربية وداد تافكي.أما لجنة تحكيم أفلام التحريك برئاسة المخرجة صوفيا خياري من فرنسا، فتضم المخرجين المغربيين نبيل مروش وعلي الركيك.